القوة النفسية

في رأيي أن القوة النفسية هي الوعي بالذات واحتياجاتها وكيفية التعبير عنها دون خوف أو تردد، وقد قرأت من قبل تقسيمة للقوة النفسية تحدثت عن ثلاث مشتقات لها وهي:

• التفكير، فأغلبنا يجول بخاطره فكرة سلبية واحدة على الأقل، وتلك الأفكار السلبية قد تدفع الإنسان إلى فقدان الأمل أو التخلي عن حلمه، ولكن إيمانه بالله وقدرته النفسية يمكناه من تخطي تلك الأفكار وتحويلها إلى أفكار إيجابية.
• المشاعر، إذ يتمكن الإنسان الذي يفهم قوته النفسية وذاته بصورة صحيحة أن يعي مشاعره جيدًا ويعرف كيف يتعامل مع كافة أنواع المشاعر أو على الأقل يتعلم من أخطائه في هذا الشأن.
• الأفعال، وذلك عبر التخلي عن العادات السيئة وتحويل نمط الحياة إلى نمط صحي أو مقبول.

وأعظم فوائدها بالنسبة لي هي أن معرفة الإنسان بنفسه واحتياجاته النفسية تبعده عن الإصابة بالأمراض النفسية المتعددة، وإن أصيب بواحد منها يتقبل العلاج دون إحراج.

القوة النفسية هي القدرة على الصمود في وجه المشكلات النفسية والعقبات التي تواجهني من حين لآخر، وإن حدث وسقطت أو ضعفت في وجه مشكلة ما اتمكن من تدارك الأمر سريعًا ونهضت مجددًا لأعاود المسير.

القوة النفسية بالنسبة لي تكون نتيجة السواء النفسي والتربية السليمة للإنسان من صغره. وإن لم يتوفر هذا فأنا اكتسبها من ممارسة الأمور التي تحقق لي السلام النفسي وقليل من السعادة والرضا، كل يعمد إلى ما يحب، فأنا احب القراءة، الخروج، الكتابة، الذهاب للصالة الرياضية، الملاهي، مقابلة الأصدقاء، احتساء مشروب مفضل، طعام مفضل وهكذا.

أما الآثار الإيجابية والسلبية لقوة وضعف الحالة النفسية، فبالطبع في حال القوة يكون في مقدرتي تحقيق انجازات جيدة على مستوى عملي وحياتي، وتكون كفائتي في الممارسة في أعلى مراحلها نتيجة ارتفاع معنوياتي النفسية.

والعكس في حال انخفاض أو سوء حالتي النفسية.

القوة الحقيقية فردية أو مجتمعية , قوة نفسية بحتة , لأنها الأساس لكل قوة أخرى , فلا يمكن تحقيق أي قوة إذا تم الإجهاز على القوة النفسية , ولهذا تهتم الشعوب والأمم بقوتها النفسيية , ولا تسمح بالإعتداء عليها , أو إضعافها بأي وسيلة كانت , ولكي تبني المجتمعات قوتها النفسية بحاجة لقدوة إنسانية قوية تستلهم إرادتها , وتطلق عزائمها وطاقاتها الإيجابية.

والكثير من المجتمعات المنكوبة فقدت قوتها النفسية بسبب الحروب القاسية الموجهة نحوها , فلكي تقضي على أي مجتمع أسقطته نفسيا , وإستلب عزيمته وإرادته , ودع ما هو سلبي ينتشر فيه , فمجِّد الكلام السلبي والرأي السلبي , وطغيان المشاعر الدونية والتبعية والهوان والشعور بعدم القدرة على صناعة الحياة , والإمعان بالسوداوية وبثقافة الموت الدامعة الدامية.

في الجانب الشخصي، القوة النفسية لها تأثير كبير خاصة في منهجية التفكير وانا شخصيا اعتمد على تبني كل مصادر القوة النفسية. ومن أهمها:

-التنفس المريح

-الحكمة في استخدام الطاقة النفسية

لا يمكن للمرء أن يصل إلى القوة النفسية المطلوبة، في ظل إضاعة طاقته النفسية في البكاء على ما فات، أو في التفكير في مشكلات خارجة عن السيطرة، الأفضل أن تستخدم طاقة الإنسان بحكمة.

-الاعتماد على العادات المفيدة

يعتبر الإصرار من صفات أصحاب القوة النفسية الهائلة، ليس فقط الإصرار على تحقيق الأهداف الكبيرة، بل كذلك الإصرار على القيام بعادات بسيطة لكنها إيجابية في نفس الوقت.

-الابتسامة في وجه التحديات

ربما يبدو من الصعب على الإنسان أن يرسم الابتسامة على وجهه في ظل الظروف القاسية، إلا أنها ليست من الأفعال المعقدة بالنسبة لأصحاب القوة النفسية، نظرا لإدراكهم مدى أهمية هذا الأمر، حيث يؤكد خبراء علم النفس أن رسم الابتسامة وحده بإمكانه أن يقلل من نبضات القلب ليساهم ذلك في إفراز الجسم لهرمونات السعادة.

-اليوجا والرياضة

تعتبر ممارسة كل من الرياضة العادية وتدريبات اليوجا، أشبه بالطريق المختصر لتحقيق القوة النفسية المطلوبة، إذ تكشف الدراسات عن تأثير الرياضة المذهل المشابه لتأثير مضادات الاكتئاب.