" كلما كان الإنسان أكثر اجتماعية، كان أقل عبقرية وأكثر ابتذالاً"

الذكاء والعبقرية مرتبطان بقوة بالجينات, يولد الإنسان عبقريا وتظهر عليه أمارات الذكاء منذ الطفولة المبكرة, وبالتالي لا أحد يصير مع الوقت أقل عبقرية بسبب التخالط مع الناس وكثرة التعاملات معهم. ولا دخل للنفاق بالعبقرية, إذ يمكن للعبقري أن يكون منافقا ومبتذلا أيضا, أن يكون الإنسان عبقريا لا يعني بالضرورة أنه شخص رائع وحكيم ومتزن.

مفهوم الذكاء الاجتماعي يتطرق للكيف وليس للكم, للقدرة على التواصل مع الآخرين والقدرة على التعاطف معهم وفهم مشاعرهم, فيمكن للإنسان أن يكون قليل التواصل ومع ذلك يتمتع بذكاء اجتماعي كبير, أو أن يكون شديد الاختلاط بالناس وبذكاء اجتماعي متدن.

هل تتفقون مع وجهة نظر المفكر علي الوردي

نعم أتفق مع الدكتور علي الوردي تماما.

لأنه فعلا كلما كان الأنسان إجتماعيا أكثر كلما تمت برمجته وقولبته وتـنـميطه أكثر وكلما انغمس اكثر في قوقعة المألوف وتطبّع بعقلية القطيع وإنعدم لديه الإبداع والتفكير الخلاق.

وأكبر دليل على صدق مقولة علي الوردي والتي قالها في الستينات 

هو موقع الفيس بوك اليوم ومواقع التواصل الجتماعي عامة فكلما انغمس الفرد اكثر هناك أصبح اكثر ابتذالا وتقليدا وأقل إبداعا.

والوردي هنا لا يقصد بقلة العبقرية أن يصبح الشخص غبيا وبليذا بل يقصد قولبة الشخص بعقلية المجتع والمألوف وإنعدام الأفكار الإبداعية غير المألوفة للناس .

ومما يلاحظ أيضا أن جل العباقرة عبر التاريخ كانوا ميالين للوحدة والعزلة فعلا

علامات العبقرية

وأنا اقرأ ما صرح به عالم الإجتماع علي الوردي صاحب كتاب الأكثر شيوعا مهزلة العقل البشري، كنت أنتظر أحد الدراسات العلمية أو الإحصائيات تثبت ذلك، ولكن لم أجد، لذلك لا أرى من الصائب أن نعمم الحكم ونقول بأن الأكثر إجتماع أقل ذكاءا.

حتى من ناحية التفسير أراه سطحيا صراحة، فالكثير من الأشخاص ممن أعرفهم يملكون من العلم الكثير ولكنهم الأكثر فعالية وتواصل مع الأشخاص، يغتنمون الفرص للحضور الملتقيات العلمية والفكرية ويعبرون أمام الناس بطلاقة ويتفاعلون مع من يجدونهم، حتى تعتقدين أنهم لا ينامون أولا يملكون حياة شخصية، ولكن في الحقيقة الأمر أراه مرتبط أكثر بطريقة التي تعود عليها الشخص منذ نشأته في الصغر الى حين الكبر، لذلك كلما تحمل الشخص ضغظ العمل في سن مبكر كلما تعود على الأمر وأصبح لديه أمرا روتينيا ينفذه بشكل طبيعي.

هل تتفقون مع وجهة نظر المفكر علي الوردي، أم أنكم ترون أن الذكاء الاجتماعي لا يؤدي للابتذال أو قلة العبقرية؟؟

العكس تماما، ارى ان من الضروري الإرتباط بالحياة الإجتماعية المليئة بالمفاجئات والعبر الممكن أن يستفيد منها العبقري، مثلا الكثير من مدربي ريادة الأعمال ينصحون بالتوجه للبحث عن مشاكل المجتمع من اجل تحويلها الى أفكار فريدة قد تقود الى تأسيس شركات ناشئة.

ارى بإن العبقري الحقيقي سيعرف بقيمه الوقت والجهد الضائع وسيعرف كيف يوازن وقته للامور جميعها وإلا فأين العبقرية! وجميعنا ندرك بأن الجميع حتى لو كان ألبيرت أينشتاين زمانه بأنه يحتاج إلى تكوين روابط إجتماعية وأن عليه تقويتها مع الوقت فمثلا رجال الأعمال الجيدون يسعون إلى تكوين علاقات وروابط مع المستثمرين وملاك الأسهم لضمان مكانهم وأول ما يسعون إليه هو إنشاء روابط لشركاتهم مع العملاء.

فما رأيك؟

أرى ان العباقرة المنعزلون ذوي عبقرية نظرية

العلاقات الاجتماعية الناجحة تفتح ابواب فرص تنمي الذكاء والعبقرية بشكل عملي