الرسمة لأختي، كانت تتهرّب من دراستها فسخّرتها لشيء مفيد.
ربما سمعت سابقًا بقانون الـ 1% عند مروّجي التنمية البشرية، وهي لاقت رواجًا منذ أن نشر جيمس كلير كتابه "العادات الذرية". بالمناسبة هو كتاب جيد جدًا، لكن جيمس احتفى بشكل مبالغ به بقانون الـ 1%، ليتبعه على إثره جيل من كتّاب التنمية البشرية الجدد.
قانون الـ 1% ببساطة يحثّك على أن تتطوّر بنسبة 1% في كل يوم عن الذي يسبقه، في نهاية السنة ستكون قد تطوّرت 37 مرّة عن مكانك الحالي. (عملية رياضية تتضمّن رفع 1.01 للأس 365، لا عليكم لا أحد يحبّ هذه الرياضيات)
لماذا أظن أنّ قانون 1% لا يتعدّى أن يكون هراء الجيل الجديد لكتب تطوير الذات، أو دعنا نقول هراء التنمية البشرية 2.0
كيف يُقاس؟
واحدة من مشاكلي مع هذا القانون، هو كيف يمكن أن تقيسه؟ خصوصًا في بعض المجالات التي ليس فيها مقياس واضح للعد.
هاك هذه الجملة:
قانون الـ 1٪ لا يعدو أن يكون هراء الجيل الجديد للتنمية البشرية.
الآن حاول أن تجعل الجملة أفضل بنسبة 1%؟ هل تستطيع؟ أعتقد أنّ الذي يمنعك هو عدم وجود رؤية واضحة لما يجب عليك تغييره.
إذا غيّرت الجملة إلى
قانون الـ 1% هو هراء جيل التنمية البشرية 2.0
أضفتُ الآن لمسة تقنية عصرية، هل الجملة أفضل الآن بنسبة 1%؟ لا أحد يدري. قد لا يفهم بعض الناس أنّ هذا تشبيه بالويب 2.0 الجديد، ممّا يجعلها جملة أسوأ.
حتى لو أمكن القياس
لنقل أنّك تستخدم القانون في مكان سهل القياس، لنقل أنّك ستحمل الأثقال، ولو حملت 10 كيلو غرام اليوم، هذا يعني أنّك ستحمل 370 كيلو غرام في السنة، ستكون بطلًا للأولمبياد!
إذا أكملت الأمر لسنتين، ستحمل 37 مرّة أكثر من 370 كيلو غرام، حتّى الفيل سيعاني من فتق المنطقة الأربية مع ربع هذا الثقل!
الحياة ليست ثابتة
قانون الـ1% يفترض أنّك ستكون بنفس الحال، وظروفك نفس الظروف في كل يوم، وهذا من المستحيل. عادة ما تضعف قوانا على الطريق، يقل الحافز أو نلتقط بعض العادات السيئة التي تعرقل تقدمنا. الحياة لا تمضي بنفس الوتيرة، ولو أردتها كذلك لن تعيش سوى الإحباط.
الفكرة جيدة بدون التقييد
الفكرة عمومًا جيدة، لا بأس بالتطوّر شيئًا فشيئًا، هذا الذي يُراد أصلًا. لن تكون بأعلى مستواك من البداية، ولن تتشجّع حتى تبدأ إلّا حينما تبدأ باليسير القليل وتبني عليه.
لكن محاولة تقييد هذا التقدّم بنسبة 1% هو أمر مناقض للرياضيات ولطبيعة الحياة، وفي أحيان كثيرة غير قابل للقياس.
التعليقات