لاحظت شيئا مهما في الآونة الأخيرة، وجدت أنني كلما كنت سعيدة ومتفائلة أجد جميع الظروف حولي تشجعني على هذه المشاعر، وربما يتغير سلوك من حولي معي ويظهر هذا واضحاً في بعض الكلمات وحتى النظرات، وعندما أكون محبطة ويائسة أجد الظروف تسير عكسي بالفعل موافقة ما أشعر به، وأجد شعوري متجسدً في كثير من المواقف والأشخاص، وتطرقت للبحث لفهم هذا الشيء ووجدت أن ما أشعر به حقيقة ليس وهما ويسمى الإنعكاس.

فما هو الإنعكاس؟

الإنعكاس هو بمثابه مرآة دقيقة جداً تعكس ما بداخلنا وبدوره يظهر على سلوكنا ومظهرنا االخارجي ويتجسد هذا الإنعكاس في المشاعر والأشخاص أيضا، فنظرتنا الداخلية، وشعورنا الداخلي ينعكس على علاقتنا بالآخرين وينعكس على شعور الآخرين بنا فيما نتلقاه منهم.

على سبيل المثال:

إذا كان بداخلي مشاعر تأنيب أو خوف سأجد من حولي سيتعاملون معي بناءً على هذه المشاعر وسيعملون على تأكيدها بداخلي، وإذا أصبحت مؤمناً بنفسي وقوياً داخلياً سيظهر ذلك على شعوري وتصرفاتي وبالتالي سيتعامل معي الآخرون على هذا المبدأ حتى لو أنهم يريدون التعامل بعكس ذلك.

قرار شخصي:

ولأني كنت بارعة في إشعار نفسي بالندم وجلد الذات وكنت أسعى إلى المثالية دائماً من خلال إرهاق نفسي بكثير من الأمور التي ربما تفوق طاقتي؛ حتى أصبح جيدة في نظر الجميع، الآن بدأت أغير تفكيري وتقديري لنفسي وبدأت في تحرير مشاعري، فبدأت بتخفيف الضغوط من على كاهلي وبدأت أخفف من جلد الذات وبدأت ابتعد عن المثالية، نعم لا أقول أن أصبح أنانية في نظرتي وتقديري لنفسي ولكن عندما فعلت ذلك وطبقته بخطوات حكيمة وعقلانية؛ وجدت أثره في نفسي وأثره في من حولي ووجدت أن الآخرين يقدرونني بقدر ما أقدر نفسي، لذلك وجدت أن هذا الإنعكاس ظهر نوره على جميع من حولي بالفعل.

تجربة حقيقية

ظلت صديقتي ترفض الكثير من الرجال الذين يتقدمون إليها بغرض الزواج وهي في سن صغيرة نظراً لتقديرها الذاتي المتضخم الأكبر من قدراتها، ظلت ترفض حتى تقدم بها العمر وفي النهاية قامت بالموافقة على شخص من وجهة نظرها هو مناسب لها وتستحقه لقربها من الأربعين ولكن للأسف بعد الزواج والتعامل مع هذا الشخص وجدت أنه غير مناسب لها على الإطلاق، وهنا نستنتج أن هذا حدث لتقديرها الذاتي المنخفض الذي أصبح على النقيض تماما من تقديرها القديم لذاتها حيث أنها انتابها شعور الشك أن يكون شعورها الداخلي هو السبب في تقدمها في العمر وعدم حصولها على الزوج التي تتمناه والآن هي نادمة بالفعل.

لذا كيف تجدون تأثير الإنعكاس في حياتكم خاصة في العلاقات؟ وكيف نوظف الإنعكاس لنحصل على ما نريد في علاقاتنا مع الآخرين؟