"اسمحوا لي بداية التعبير عن امتناني لوجودي معكم، أنني أشعر بالرضا الداخلي والمعرفة ولقد اكتسبت الكثير من تفاعلنا معا، فأنا ممتن حقا لكل شيء فلقد أظهرتم روح التسامح في حواركم وحافظنا معا على مساحة تقارب جعلتني شخصية قوية بالفعل، متفائلا، سعيد، مفعم بالأمل والوعي الذاتي والإيجابية.

لماذا أنا ممتن لكم ومعكم؟ وما علاقة ذلك بتفاعلنا اليومي؟ في الواقع لدي طاقة كبيرة وتفاؤل بأنني في المكان الأفضل وبين النخبة لهذا أشعر بالامتنان لمن قدم لي النصيحة للتواجد بينكم، حين انتقلت نصيحتي لغيري."

لا أعتقد أن شخصا سلبيا سوداويا يمكنه الاستمرار معنا، فهو أضعف من أن يكتب رأيه أو يعبر عن نفسه أو يتحمل عبء النقد الذاتي! لهذا لا بد من قوة داخلية للنجاح. فهذا الرجل الضعيف لا يملك العاطفة الإيجابية التي ينتج عنها الامتنان والتعبير عن المشاعر، فهو ضعيف في بيئته الداخلية والخارجية. ولعل التساؤل الأهم عن علاقة الامتنان بقوة الشخصية، وضبط النفس؟ بل ولماذا نعتبر الامتنان أداة وليست أُسْلُوبًا؟

وبرأي أن الأشخاص الأكثر قوة يحتاجون امتنانا أقل، لأنهم يمتلكون قوة شخصية وثقة عالية في النفس، ولذا لا يحتاجون الكثير من الامتنان، فهو مهارة قد تولد فطريا مع الإنسان، ولكنه بحاجة إلى ممارستها بطريقة ذكية، فمن يحتاج امتنانا أكثر قد يعكس ذلك ضعفا في شخصية وميل لتعاطف الغير معه!؟

هذا الذي يعبر عن امتنانه اللامحدود لشخص كونه وظفه في عمل، فقد يكون ضعيفا في كفاءته وقدراته، لذا فهو يعوضها بالشكر والامتنان المبالغ فيه لمديره، أذنا الشخص القوي لا يعبر عن امتنان أكثر!

ولقد اطلعت على دراسة تقول فيها: "إن النساء أكثر عرضة للشعور بأنهن غير جديرات بمناصبهن وقد يبالغن في التعبير عن الشكر والامتنان لرؤسائهن الذين منحوهم وظائفهن." ولعل هنا سوف نقرأ الكثير نقدها هذه النتيجة أو التعامل معها بإيجابية. ومن وجهة نظري أن ضعف الدراسة كان في شمولية النساء.

لن يتذكر الناس ما قلته لكنهم سيتذكرون دائماً بماذا جعلتهم يشعرون. ربما هذا هو الفيصل في كيفية امتناننا للغير أو احتياجنا إلى الامتنان.

والآن ما رأيك في أن الأشخاص الأكثر قوة يحتاجون امتنانا أقل؟ وفي اعتقادك ان "مقدمة المحتوى" تبرز شخصية قويةممتنةام مضطربة تستجدي الامتنان؟