إن المسكينة تعرف أن طبيبها من قدماء المحاربين، وتعرف أنه لم يحمل النظارة إلا بعد أن تعبت عيناه من نضال العيون. فليكن أنسها بحبي أنس الجريح بالجريح، ولتفهم أني أشفيها من جواها لتشفيني من جواي.

لا شيء، مجرد افتتاح باقتباس من زكي مبارك لأنّي أعشق كتاباته!

الحديث مع شخص يتجنَّب التواصل بالعيون حديث مزعج، فتُحادثه وهو ينظر فوق رأسك (إشارة غير مقصودة إلى أنّه يبحث عن شخص أفضل للحديث) أو ينظر للأسفل (إشارة لقلقه الاجتماعي) أو في هاتفه (حسنًا، هناك تحديث على إنستغرام أمتع من حديثك!)

كيف يُمكن أن تتعامل مع كل موقف من هذه المواقف؟ عندما تتحدَّث مع شخص لا ينظر في عيونك، هناك فرصة كبيرة أنَّه لا يُركِّز فيما تقول، وهذا من الوقت الضائع والجهد المتبدّد.

أيضًا في الدراسات أنَّ "حديث العيون" يزيد الود، وينشر الأوكسيتوسين في الدماغ، ممّا يُقرِّب الصلات والأواصر.

شخص ينظر فوق رأسك

إذا كنت تجلس مع شخص في مطعم مثلًا ويحادثك وهو ينظر فوق رأسك بترقّب ويتجنّب التواصل بالعيون معك، فلتقم معه بهذه الخدعة:

إتّبع مرمى بصره، وأدر رأسك للخلف وقل "أوه عذرًا، ظننتك تنظر إلى هناك" بتكرار هذا الأمر سينقطع الحديث ويتشتّت وسينتبه إلى ما يفعل.

الخجول الناظر للأسفل

إذا كُنت تحادث خجولًا، وكان ينظر للأسفل فهذا قد يعني أنّه يحاول التفكير فيما تقول، لكنّه عُرضة للتشتّت، فحتّى تُفيده، وحتّى تُعيد وصال العيون، توقّف عن الحديث حتى يُعيد لك بصره.

فمثلًا: ذلك اليوم رأينا أمَّك في السوق (هو ينظر للأسفل الآن.. توقَّف عن الحديث!) …… (يُعيد تواصل العيون … عُد لإكمال الحديث) … فأخبرتنا عن الفتاة التي أُعجبتَ بها! (لقد وقع في الفخ، لو بقي على حرجه الاجتماعي لكان أفضل)

أما إذا كان هو يحادثك، ولا ينظر في عيونك، فلتكافئه بابتسامة كلّ مرة نظر فيها إلى عيونك، سترى أنّه يفعل ذلك أكثر.

الناظر في هاتفه

حسنًا، هذا الشخص بغيض، المشكلة أنّه قد يكون كلّنا، قد تكون هناك محادثة أهم من الجالس عندنا، وهذا ليس من آداب الحديث.

بالنسبة لشخص كهذا، فتستطيع أن تتوقف عن الحديث حين يرى في هاتفه لتوحي له أنّ حديثك أهم.

تستطيع أيضًا تطبيق خدعة أخرى، وهي أن تُشاكسه!

-ها أنت تحادث شخصًا؟ أقرئهُ سلاميًا!

-ها هل هناك تحديث يستحق أن نراه على الإنستغرام؟

وبهذا يشعر أنّ هناك من يهتم للحديث معه.

ماهي طرقكم في إعادة وصال العيون؟