يقال إذا كنت تريد أن تنمو وتحقق أحلامك ورؤيتك عليك أن تدرك أن حياتك الداخلية تتحكم في العالم الخارجي، وهذا ما يعرف بقانون النمو، جميعنا نملك آمال وتطلعات للمستقبل، ونملك أهداف نعمل عليها ونبذل في سبيلها الجهد حتى تتحقق، ولكن هل تساءلنا من قبل ما الذي يحول بيننا وبين أهدافنا؟

يمكن القول أننا نملك نوعين رئيسين في العلاقات، وهما علاقة بيننا وبين البشر بالعموم، وعلاقة بيننا وبين أنفسنا، حيث توجد حياة داخلية كاملة لا يعلم عنها أحد سوا الله، وتملك هذه العلاقة مع النفس صفات وأشكال علاقاتنا بالبشر، فنحن قد نكون على علاقة طيبة مع أنفسنا، وقد نكره أنفسنا وقد نصاحب أنفسنا، وبناء على هذا تتشكل حياة داخلية، فيها الأحلام والمشاعر والتصورات التي تنعكس على شكلنا وتعاملنا الخارجي، ولكن إلى أي مدى قد تؤثر حياتنا الداخلية على حياتنا الخارجية؟

يُعتقد أن الحالة الداخلية للمرء، تتحكم بشكل أساسي في حياته الخارجية وتحكم طريقة نموه، فعلى سبيل المثال الشخص المتفائل يمكن أن ينمو في حياته ويقترب من أهدافه بشكل أكبر من الشخص المتشائم، وكذلك الشخص الجسور الشجاع الذي يملك روح المغامرة يمكن له أن يفتح أبواب تحقق له أهداف حلم بها طويلًا عكس الشخص المتردد الذي يتملص من مسؤولية اتخاذ القرار حتى يرى فرصة تذهب أدراج الرياح أمام ناظريه دون أن يحرك ساكن، وكذلك القدرة على تجاوز الألم والتعلم منه، تزيد من نمو الشخص وتنعكس على حياته الخارجية وتقوده للنمو والتطور المستمر بدلًا من الغرق في الأحزان والكآبة وانتظار مخلّص، والبعض يذهب لأكثر من هذا فيرى أن أي شيء قد تتخيل تحقيقه يمكنك تحقيقه إذا آمنت به بالفعل من داخلك، ولكن أليس للظروف الخارجية تأثير على الحياة الداخلية، أم أنه تأثير باتجاه واحد كما ذكرنا؟

أعتقد أن العلاقة والتأثير متبادل فحياتتا الداخلية تتأثر بحياتنا الخارجية والعكس صحيح وقائم، والظروف تحكم في أحيان كثيرة حتمية تحقيق هدف ما من عدم تحقيقه، وكذلك أفعالنا السابقة تحدد أمور كثيرة لاحقة، فكل ما نفعله مرتبط ببعضه بطريقة ما، والسؤال القائم هنا هو هل الظروف تحدد ما سنصل إليه أم نحن من نطوّع الظروف لنصل إلى ما وصلنا إليه ؟؟

ومن تجاربكم في الحياة ومع أنفسكم أخبروني ما هي الأمور التي ساهمت في نموكم وتقدمك؟