قد تشعر أحيانًا أنّك أكبر من هذا الذي يجري في المحيط، سنة جديدة؟ وماذا بعد؟ إنّه يوم عادي يتغيّر في التقويم.

وهذا صحيح، لم أكن يومًا من أنصار أعياد الميلاد، لكنّ التقويم سيتحوّل غدًا لـ 1/1/2022 وفي هذا قيمة بصرية يُمكن أن نستغلّها

في كتابه When يتحدث دانيال إتش بينك عن توقيتات التغيير، تلك التي يُمكن أن نحفّز بها أنفسنا لنبدأ تغيّرًا جديدًا، كان يحثُّ في كتابه على التمسّك بأي حدث جديد وتسخيره ليكون نقطة الانطلاق في مشروع التغيير، فمثلًا لو أردتَ أن تبدأ نظامًا غذائيًا جديدًا، فحاول أن تربطه ببداية تقويم جديدة، وليس شرطًا أن تكون بداية العام، يُمكن أن تكون بداية الشهر والأسبوع، يوم ميلادك أو عيد زواجك، جِد أيّ شيء يُمكن أن يُستخدم كحافز بصري وذهني لبداية الأهداف الجديدة.

بالنسبة لي، أخطّط في الشهر الأوّل من العام الجديد أن أعطِّل حسابي على الانستغرام وتويتر، وأحذف تطبيق التليجرام واستخدمه من الحاسوب فقط لاغراض دراسية.

لم يعد الانستغرام يُضيف قيمة لحياتي، ليس فيه إلا صور حيوات الناس، وأحاول أن أتذكّر فائدة له فلا أجد، إنّه يؤثّر عليّ ذهنيًا فقط.

بالنسبة لتويتر، ففيه بعض الفائدة إذ أُعبّر عن اهتماماتي بأريحية أكثر، لأنّ من يُحيطون بي هم أناس يشاركوني هذه الاهتمامات، وكذلك الحال بالنسبة للأخبار، أتابع من خلالها أخبار كريستانو رونالدو ورافائيل نادال، رياضيان أحبّهما جدًأ، لكنّ تويتر أصبح مكانًا مستهلكًا للطاقة الذهنية، وفيه من النزاعات ما فيه، وأستطيع أن أبدِّل فائدة نشر اهتماماتي بمنشورات أنشرها هنا في حسوب، وكذلك الحال أستطيع قراءة مقال سريع يُعطيني الأخبار عن اللاعبين ليوم أو أكثر، لستُ بحاجة أن أكون مطّلعًا لحظة بلحظة على ما يحدث في حياتهم.

التليجرام فيه ملفّات الدراسة وتبليغات الكليّة، لكنِّ هذه الفائدة تأتي على حساب الكثير، فكلّ أصدقائي هناك، ولو بقي التطبيق على هاتفي لشاركتُ كلّ شيء أراه في حياتي معهم، أنشأت حسابًا ثانيًا أحصل منه على ملفّات الدراسة، وأبقيتُ حسابي الأصلي على متصفّح الحاسوب البطيء، سأفتحه للردّ على الرسائل المهمّة جدًا في كلّ فترة، وبحسب خبرتي، عندما لا تكون نشطًا على منصّة، فلن تكون عندك رسائل مهمة، فالبقاء يولّد الأحداث!

وأنت، ماهي خططك للعام الجديد؟ هل ستستغلّ القيمة البصرية التي يوفّرها تغيّر التقويم، أم ستبقى من أنصار "إنّه يوم تقويم جديد فقط!"