تصدرت وسائل الاتصال والتواصل الجماهيري الواجهة الأساسية لوصف نمط حياة الشعوب من خلال نسج محاكاة افتراضية لطبيعة الحياة التي يرغب بها الإنسان أن تكون في العالم الواقعي, وباتت مواقع الاتصال الاجتماعي ظاهرة إنسانية موضوعية لا يمكن إلغاؤها, وهي ظاهرة تعيد تشكيل الوعي والعلاقات وفق مضامين وممارسة جديدة, وهي بقدر ما تشكل ثورة معرفية إيجابية في التجربة الإنسانية فإنها مثلها مثل أي تطور علمي لها تأثيرات جانبية سلبية.

لقد أضحى العالم الافتراضي شديد الحضور في حياة الشعوب، والفرد الرقمي أو الشخصية الرقمية أو الشخص الافتراضي أو ما اصطلح على تسميته بالشخصية الافتراضية, هو القائد النفسي والسلوكي والاجتماعي الذي يسير عجلة الغد بأدواته التكنولوجية التي أمست أشد خطرا على المستقبل من الحروب العسكرية والاقتصادية.

ومن أجل ذلك, فالواجب علينا هو العمل في بناء وعي وقناعة اجتماعية حول كيفية الاستفادة القصوى من الإمكانيات التي توفرها وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي في العالم الافتراضي، في عالم أصبح مقياس التقدم بين الأمم والشعوب مبنيا على مدى استفادتها وتفعيلها لوسائل التقنية الحديثة, وتفاعلها الإيجابي مع المتغيرات, فلابد من التوعية بأضرار وفوائد وسائل الاتصال والتواصل مع تعزيز الجانب الديني والسلوك الافتراضي السليم للشخصية الافتراضية.