كثيراً ما يتسائل الإنسان عن الأسباب التي تؤدي إلى عدم بقاء المعلومات لفترة طويلة في الدماغ،

وفي رحلة للبحث عن الحقيقة اتضح أن هناك عدة أشياء قد أكدها العلم فيما يتعلق بالذاكرة والاحتفاظ بالمعلومات أطول مدة ممكنة، فالمعلومات تستقر في الدماغ البشري في شكل تشابك عصبي، وهذه التشابكات العصبية تكون لها مسببات: فالصور لها تشابكات عصبية، والأصوات لها تشابكات عصبية، وكذلك الروائح والألوان، والمشاعر، كل هذه العوامل على سبيل المثال لا الحصر تزيد من عملية التشابك العصبي المسئول عن الاحتفاظ بالمعلومة لأطول فترة ممكنة.

فإذا ما حاولنا إدخال معلومة إلى الدماغ مستخدمين حاسة السمع والتكلم والرؤية، والألوان والأصوات والروائح الدالة، فإن كل تلك العوامل تؤدي إلى استقرار المعلومة في الدماغ البشري لأطول مدة زمنية ممكنة، لأن هذه المعلومة تستقر في الدماغ في شكل تشابك عصبي، وكل ما استخدمنا حواس أكثر كلما زادت قوة هذا التشابك وزادت مدة الاحتفاظ بالمعلومة في الدماغ لفترة أطول.

ولنأخذ مثالاً على طالب يذاكر محاضراته فقط مجرد قراءة، وطالب آخر يقوم باستخدام عدة حواس أثناء المذاكرة، فتجده يقوم باستخدام الرسوم البيانية والأشكال التوضيحية، ويقوم بالاستماع إلى محاضرات ويقوم بكتابة ما يذاكره، ثم يقوم بشرح المعلومات التي تحصل عليها؛ متحدثاً مع ذاته،

بالتأكيد سنجد أن الفرق واضح وكبير بين الطالبين، فالأول لن تستقر المعلومات في ذهنه كثيراً، أما الثاني فسيحقق معدلات ممتازة نتيجة اتباعه هذه الأساليب لتخزين المعلومات في ذهنه أطول فترة ممكنة.

الأمر الآخر الذي يجعلنا نحتفظ بالمعلومات فترة أطول أيضاً هو الوقت الذي نقوم بإدخال الأفكار فيه إلى دماغنا، وقد أثبت العلم الحديث أن تحصيل أدمغتنا للمعلومات يكون فعال بشكل أكبر أثناء الصباح الباكر، وهذا الوقت قد أصابته دعوة النبي صلي الله عليه وسلم، حيث قال (اللهم بارك لأمتي في بكورها)

برأيكم، هل هناك أساليب أخرى تزيد من فعالية تخزين المعلومات في ذهن الإنسان؟