يعتبر الحديث أمام الجمهور مهارة ضرورية وملازمة للإنسان، لا يستطيع الاستغناء عنها فـ"الإنسان اجتماعيٌ بطبعه" كما يقول ابن خلدون، غير أن التحدث أمام جمهور يتطلب تكثيف المهارة وتخصيصها بما يتلاءم مع طبيعة الجمهور.
والتحدث أمام جمهور من المهارات الفردية التي تعبّر عن جرأة وتمكّن صاحبها وتدلل على ثقته بنفسه.
ولكن ربما نعلم ان المتحدث المتميز غالباً ما يكون مستعداً للحديث ومتهيئ للحديث وموضوعه وحتى لأسلوبه في إدارة الحديث وتدّربه على الحديث.
لكن هل يمكن أن يتميز الفرد بالحديث أمام الجمهور دون أن يكون مستعداً؟ يندرج الأمر في تصنيف كثير من الناس على أنه تورّط فماذا لو طُلب منه الحديث في مجال لا يعرف عنه الكثير!
وعن تجربتي الشخصية فإن أفضل ما ساعدني على إتقان مهارة ما هي الشروع في ممارستها فوراً فلولا الممارسة الحية والمباشرة للمهارة فإنها تظل علماً مكتوباً لا فائدة عملية منه! وفيما يلي بعض النصائح المفيدة والعملية للتحدث أمام جمهور بشكل مفاجئ ودون أن تكون مستعداً، ويمكنك تنفيذها متى شئت وكيفما شئت والتدرب عليها في محيط عملك أو مجتمعك أو على الأقل أصدقائك وأهلك، منها:
- التدرج من الخصوص للعموم أو العكس. في موضوع الحديث، وربما تدرجك من الخصوص للعموم تسمح بخلق مساحة لمناقشة الأفكار وعلاقتها بأفكار أخرى فعند الشروع في الحديث يمكنك البدء في الموضوع التخصصي الذي تتناوله والبدء في طرح كل الأفكار التي تعرفها عنه والمتعلقة به، ثم يمكنك التطرق لعلاقة الفكرة التي تتناولها مع أفكار أخرى متقاربة وتمتلك أفكار أكثر عنها.
- اكتفي بالوصف واستفيض في الشرح دون إطلاق أحكام؛ لأن إطلاقك الأحكام على أمر لا تعرف عنه الكثير فهذا قد يعرض حكمك للخطأ؛ وذلك لخبرتك القليلة في المجال.
- اربط جزء أو اكثر من المجال التي تتحدث عنه بمجال خبرتك وتحدث أكثر عما تعرفه جيداً، فانتقالك بالحديث من الفكرة التي لا تعرف عنها الكثير ووصلك لمجال خبرتك يعني أنك نجحت في ربط الفكرتين مع تميزك في الآتي من الحديث وهو مجال تخصصك وخبرتك وربما تستطيع حينها إطلاق أحكام على العلاقة بين الفكرتين.
- كن مشوقاً وعاطفياً، فمخاطبة القلوب أسهل وأسرع من مخاطبة العقول، والحديث العاطفي يمكّنك من جذب انتباه وتركيز المستمعين وإمكانية التأثير فيهم وغالباً ما يمنعهم من إطلاق الأحكام عليك بل ستجد تضامناً وتأييداً لكلامك.
- اجعل مقدمة حديثك وخاتمته فكرتين غير تقليديتين، فالمستمع يحتاج لتشويق في بداية حديثك يظل جاذباً له ويبقيه في انتظار المزيد من الأفكار الغير تقليدية، والعقل بطبيعته يتنبه لكل جديد. والخاتمة مهمة أن تكون مشوقة وغير تقليدية فهي ما سيتذكرها المستمع عنك.
- لا تعرض المعلومات بشكل واضح ومباشر، يمكنك استخدام أساليب لغوية في طبيعة حديثك مثل استخدام التورية والمجاز. مع العلم أن شرح نقطة الخلاف تمكنك من كسب المزيد من الوقت وخلالها غالباً ما ستطرح لنفسك عدة أفكار جديدة تتحدث عنها.
- وأنت تتحدث، لا تنهي حديثك في فكرة معينة قبل أن تكون قد طرأت لك فكرة جديدة لتتحدث عنها، وإلا فقد تصاب بالتأتأة وأخذ انطباع عنك بقلة حصيلتك المعرفية.
- استخدم لغة جسدك بعنفوان؛ خصوصاً إذا شعرت أنك تتحدث بجمل غير مترابطة لوهلة؛ لكي تشتت تركيز الجمهور في حديثك وانتقال انتباههم للغة جسدك.
هل لديكم أفكار أخرى من الممكن أن تساعد على الحديث للجمهور دون استعداد ؟
التعليقات