ليلة سوداويّة ،مأساوية مع رتبة شرف...

تخيّل أن تُسلب حرّيتك لمجرّد أنك لرافض للذل والخنوع،أنك تقف ضد البيع والمساومة،أنك تدافع عن حقك،عن شرفك،عن كلّ أملاكك!

أن تُلقى يإهمالٍ في حجرةٍ حالكة السواد دون أنيسٍ أو خليلٍ سوى عدد وفيرٍ من الحشرات ترافقك المكان، أن تُحرم حتى من ضوء الشمس الذي لا يُقيَّد،إلا عند أبناء شعبنا،وما الجريمة؟ حب الوطن.

كنت أحلم بوطنٍ ،بشوارع بلا حواجز،بلا نقاط تفتيش،بأرض زيتونٍ عذراء،حلمت بقدسٍ تطيب لنا زيارتها متى أردنا،فبأي حقًّ تُسلب أمٌّ من أطفالها ؟!

كان من الصعب أن أحقق أحلامي وأحلام أمةٍ كاملةٍ بسذاجة،فكانت المقاومة هي الخيار الأول،أي ذنبٍ قد اقترفت؟!

حيث أنّ كلنا نعلم أنه لا يحصل المرء على ما يريد إلا إذا سعى،باستثناء الفلسطينيّ،فإنّ سعيه يُعتبر جريمة.

قررت أن أنتزع حرّيتي من مخالبهم ورفاقي الخمسة،سعينا وحفرنا الأرض والصخر والحجر ،وانشقت لنا أرضنا،فهي تعرف أبناءها جيداً .

لقاؤهم مع أشعة الشمس وطيور الحمام أجزم بأنه لم يكن عادياً،فأشياؤنا المعتادة هم يرونها حلماً.

خمسة أيامٍ والعدو في حالة هلعٍ واستنفار،يزعمون بأنّ عملية البحث كانت سهلة،لكني أقسم لكم بأنهم لم يناموا ساعة هنيئة واحدة،فنحن نحفظ ذلّهم وجبنهم عن ظهر قلب.

يحاولون احتلال أرضنا وهم حتى لا يستطيعون السيطرة على أساطيرنا في واحد أعتى السجون الصهيونية،استعادوا حرّيتهم -ولو كان لبضعة أيامٍ-فالمهم أنهم زعزعوا كيانهم وسكبوا الرعب في قلوبهم وكسروا شوكتهم وحطّموا أسطورتهم بأنهم قوة لا تُقهر.

حزينٌ أنت يا وطني،تنام على خبر حرّيتين مسلوبتين،وتستيقظ على أخرياتٍ مغتصباتٍ،فهم لم يعتقلوا (محمود ومحمد وزكريا ويعقوب)، بل اعتقلونا جميعاً.

عزاؤنا الوحيد ابتسامتهم رغم قسوة ما عاشوه.

لم يذرفوا الدموع على أنفسهم،بل طمأنونا بابتسامة نصرٍ أنّ الحرية قادمة لا محالة،فلا بدّ للّيل أن ينجلي، ولا بدّ للقيد أن ينكسر.

اختلسوا منكم الشمس؛لأنهم يعرفون حقّ المعرفة،بأنكم الشمس الحقيقية لهذا الوطن.

قلوبنا معكم،بحفظ الله ورعايته.

-بتول نزّال.

#الأسرى_الستة