انسان بدون عمل هو انسان بلا كرامة ولا حرية ولا إنسانية، إنه أشبه بمتسول أو الحشرة التي تتغدى عن طريق امتصاصها دم الإنسان.
واقع البطالي
ولذلك عرفنا عبدالرحمن بن عوف بعبارته المخلدة تاريخياً:
"دلني على السوق"
وإن كنت أرفض تشبيهك يا صديقي إلا أنني أوافقك في مضمون العبارة، وصدق القائل:
"لن يكون قرارك من رأسك، إلا إذا كان طعامك من فأسك".
هدئ أعصابك يا صديقي فليس الأمر كما تظن!
أنا بلا عمل منذ مدة الآن، أشهر، تركت عملي لأخذ فرصة في تطوير ذاتي والعودة من جديد في مجال آخر. هل ما زلت حشرة في عينيك؟
وإن كان هذا الشخص الذي بلا عمل طرق أبواب الشركات والمؤسسات ولم يترك أي مكان إلا وبحث عن وظيفة يعتاش منها ولكن للأسف في النهاية لم يجد هذا العمل، هنا هل يعني أن هذا الشخص بلا كرامة، بلا إنسانية!
وهناك من هم بلا عمل مثلما قال عمر للتطوير من أنفسهم وغيره، لا أعلم لماذا قلت نظرة المجتمع وما إلى ذلك، ولكن لابد أن نعذر من هم عاطلين عن العمل وأن تدعمهم السلطات المحلية كي يعيشوا عيشة كريمة.
أما إن كنت تقصد الأشخاص الإتكاليين الذي لم يحاولوا البحث عن وظيفة أو أنهم يعتمدون على أهاليهم في توفير حاجيتهم، اعتقد هؤلاء عالة على أنفسهم وعلى أهاليهم وعلى المجتمع.
في دائرة معارفي شخصٌ ما لا يبذل أي مجهود في حياته، وبالرغم من أن ظروفه المادية ليست على ما يرام، فهو يقوم بالتغطية على ذلك، ولا يألو جهدًا في الاعتماد على الآخرين بشكل مبالغ فيه وبدون وجه حق، حيث أنه يستغل معرفته بالأشخاص ومحبتهم له مقابل أن يقوم باستلاف مبالغ صغيرة نسبيا من كل شخص كي يوجد مصدرًا لدخله اليومي، وعليه فإن ذلك الشخص بالرغم من أنه متعلم ولا يمكن أن تضعه في تعداد المتسولين أو عديمي السكن، فإنه لا يملك أي معنى من معاني الحياة المتعارف عليها. لقد ذكرت ذلك المثال بسبب ما طرحته يا صديقي، حيث أنني أجد أن الإنسان الذي يعيش بتلك الطريق لكسب العيش يفقد معاني الحياة بشكل نهائي.
لِمَ كل هذا؟!
لربما لم يرزقه الله وليس وقته الصحيح لأن يأخذ رزقه فلا يعني أنه بدون إنسانية وحرية.. ما علاقة الإنسانية بالمال والعمل.. رأينا أجشعهم ولأقربهم من التخلي عن إنسانيتهم وهم رواد أعمال! لا علاقة أبداً.
التعليقات