ماذا سيحصل لو قرأ النّاس أخبارًا سيّئةً كل يوم؟

بعيدا عن وسائل التواصل الاجتماعي، يغلب أيضا على المحتوى الذي تقدمه وسائل الاعلام التقليدية مثل الصحف واالقنوات التلفزيونية في منطقتنا الطابع السلبي، حيث لو دققت الملاحظة ستجد أن اغلب المحتويات تتحدث عن القتل والفساد والمشاكل مع تجاهل شبه تام للنماذج الايجابية والتي لا تحظى حتى لو عرضت إلا على مساحة أو وقت هامشي للعرض. وهو ما ينعكس على نفسية وتوقعات الأشخاص في مناطقنا حيث أصبح يغلب عليها الطابع التشاؤمي.

ويحدث هذا لأن وسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلام والاتصال عموما لها دور في زرع القيم من خلال المحتويات التي تبثها عبر منصاتها.ويتحدد نوع هذه القيم ايجابية أو سلبية وفقا للإتجاه الذي يأخده المحتوى المعروض من قبل هذه الوسائل.

ولهذا السبب بالتحديد ينصح الكثير من المختصين في دراسة المحتويات الإعلامية صناع هذه المحتويات على الإهتمام بنقل النماذج الايجابية للقيام بدور ايجابي والمساهمة في التنمية المفترض عليها المشاركة فيها.

التجربة شهيرة بالفعل، وهي من الأسباب التي دفعت المستخدمين للإعتقاد بأن الفيسبوك يتحكم فيهم ويوجههم حرفيا.

حالات الحزن وتعكر المزاج الغير مبرر، وحالات السعادة الغير واضحة، تخيل أن مجموعة من الخوارزميات هي التي تتسبب بذلك!!

هل تعتقد أن لجوء البعض للتخلص من إرتباطه بالفيسبوك سواء بشكل دائم أو مؤقت، هو حل صحي ومنطقي، أم أنك تتبنى وجهة نظر مختلفة؟

أثّرت الأخبار السلبيّة على تصرّفات المستخدمين عبر الإنترنت، فدفعتهم لكتابة منشورات ذات طابع سلبي ومتشائم، وأقروا بأنّها أثّرت عليهم في الحياة الواقعيّة، وفي تجربة معاكسة تمّ تعريض المستخدمين لأخبار إيجابيّة، ومحتوى متفائل فأثّر إيجابًا عليهم.

بالطبع الخبر الإيجابي له تأثير كبير علينا وكذلك الأمر ينطبق على الخبر السيء .

الأخبار السيئة بحد ذاتها ترهقني جدًا ،ففي كل مرة أحاول جاهدًة ألا أسمع خبرًا سيئًاولكن نحن مجبرين على سماع مثل تِلك الأخبار

وخاصًة في هذه الفترة من جائحة كورونا إلى الأوضاع المحلية وإلى ما إلى ذلك .

صدقني كل يوم في فترة الصباح أحاول أن أبحث عن خبر جيد ، ولكن أفشل في ذلك ، فوسائل التواصل الإجتماعي ووسائل الإعلامية المرئية والمسموعة تضح بالأخبار السيئة للأسف ، نادرًا ما أجد خبر يجعلني متفائلة بالخير في يومي ، حتى أنّ ممن حولي يقول لي كوني متفائلة ، وتفائلي بالخير تجديه ، ولكن الواقع قد لا يجعلني أقتنع بذلك .

فعلًا الأخبار السيئة تؤثر عليا بشكل غير طبيعي، حتى أنها اضطرتني إلى إغلاق صفحتي على الفيس بوك لمدة حتى أبتعد عن الأمور التي تؤثر عليا بالسلب.

استنتجت منذ مدة قريبة أن صفحات الفيس بوك تتعمد الإتيان بالأخبار السيئة لزيادة التفاعل

فالأخبار السيئة صارت تستهوي الناس للأسف.

وهذا دليل على إمكانية تحكم الفيسبوك بمزاجنا وتأثيره المباشر على حياتنا.

ولكن المشكلة أننا لو قدمنا للناس أخبار سيئة وأخرى ايجابية، يميلون للأخبار السلبية، ويتفعلون معها أكثر وينشرونها، يميل الناس لنظريات المؤامرة ونظريات نهاية العالم وغيرها. لماذا باعتقادك؟