كلنا نحب التخييم والتنزه في عطلة الأسبوع في الغابات والمساحات الخضراء، لكن من يتحمل منا المسؤولية اتجاه هذه المساحات قليل! فالسلوكات السلبية التي نراها أحيانا من رمي للأوساخ أو قطع الأشجار أو بناء البيوت على حِساب الأراضي الزراعية أو المساحات الغابية.. وغيرها هي مؤشرات على عدم وعي المرء ونضجه، وهذا ما تيقّنت منه مؤخرا بعد قرائتي لبحث بعنوان الحماية الجنائية للبيئة في الأنظمة السعودية

وما شدّ انتباهي:

هو تطرّق الباحث لموضوع المسؤولية الجنائية للأشخاص الطبيعيين والأشخاص المعنويين حيث عرض ما جاءت به القوانين السعودية في هذا الخصوص، وملخص عذه النقطة هو هل الشخص الطبيعي مسؤول عن ارتكابه لجريمة بحق البيئة في حال كان تابعا لشخص طبيعي؟ أي مثل صاحب العمل.. حيث يختلف فقهاء القانون في تقرير العقوبات على الأشخاص الطبيعيين في هذه الحالة..

وبعيدا عن التفاصيل القانونية للموضوع:

فإن ما فهمته من ذلك البحث هو أنّ الجرائم البيئية خطيرة جدا لدرجة لا يتصورها أحد، وذلك لأن هذه الجرائم لها تبعات كبيرة وربما تستغرق سنوات لتظهر نتائجها السلبية ولأنها تؤذي أعدادا كبيرة من الناس لا حصر لها وغالبا تتم بطرق غير ظاهرة..

وأنا هنا لا أتحدث فقط عن الغابات والأراضي الزراعية!

بل يشمل هذا المسطحات المائية من أنهار ووديان وبحيرات وتشمل البيئة في مفهومها العام كل الأرض أي حتى المدن والمناطق الحضرية..

المشكلة أنّ الكثير من القوانين لم يتم تحديثها لتتلائم مع جرائم البيئة الحديثة وهو ما يمنح مثلا أصحاب المصانع وأرباب العمل مجالا للمناورة والتسبب في تلويث البيئة وخاصة الأنهار بطرح نفاياتهم فيها وفي البحر وردم النفايات بالقرب من المدن!!

ما الحل برأيك لتكوين ثقافة تحترم البيئة وتجعل الفرد يشعر بالمسؤولية اتجاهها؟ وهل توافقني في كون جرائم البيئة أخطر الجرائم؟