من الصدق حتى الاحترام، أهم صفات الأخلاق التي تحتاجها العلاقات الناجحة
الصفات التي ذكرتها لا شك فيها بالتأكيد، فهي أساس نجاح العلاقات.
ولكن أحب أن أنبه فقط لنقطة يغفل عنها الكثير وتكون سببًا لانتهاء الكثير من العلاقات أو ازدياد الجفاء فيها دون إدراك منّا للأسف.
العلاقة أيًا كانت سواء كانت علاقة زواج أو صداقة أو أيًا يكن، أساسها هو "التبادل".
هناك مقولة أؤمن بها جدًا: "كل ما هو مُتبادل مستمر".
لا يمكن لطرف في علاقة تقديم كل شيء والآخر فقط يجلس لينتظر أن يبذل الآخر كل جهده لإنجاح العلاقة! فأساس العلاقات أن يتحمل الطرفين مسئولية إنجاحها.
فلا تكذب على الطرف الآخر وتُصدم فيه إذا لم يخبرك بالحقيقة!
وأنت أيضًا، بالتأكيد لن تضحي بكل شيء من أجل الطرف الآخر، وعندما يأتي دوره في التضحية (التضحية المُمكنة لا التضحية بأشياء مستحيلة) تجده يتخاذل! بالتأكيد لن تسعد وتستمر أنت في التضحية لإكمال العلاقة، فإذا استمررت وضغطت على نفسك مرة أخرى لن تقدر في التي تليها!
أساس العلاقات هو التبادل، التبادل في كل شيء، المشاعر المتبادلة هي الأساس، فيكون كلا الطرفين لهما أثرهما في إكمال تلك العلاقة، وليس طرفًا واحدًا! فـ"كل ما هو مُتبادل مستمر".
حقيقة يا إيناس حقيقة، يا لها من إضافة هامة ومصيرية!
أذكر من بضعة أيام كان هناك مساهمة هنا لأسماء سعيد، ووصلنا بعد نقاشات طويلة لأن هذه النقطة بالفعل قد تكون السبب في إنهاء علاقات حتى وإن كانت قد دامت طويلا، حتى وإن كانت صادقة، وجذورها عميقة، لكن كونها غير متبادلة.. قد يكون السبب الوحيد لأن تنتهي.
الحقيقة أن الاستمرار والضغط على النفس في مقابل تحمل الآخرين قد يكون فعالا فعلا، لمرة أو اثنين أو ثلاثة..أو أكثر، ربما لأعوام طويلة، لكن التراكمات لا تتوقف في اللاوعي دون أن نعرف ذلك، ما يصل بنا للأسف في النهاية لنقطة نتوقف عندها ونعرف أننا لن نقدر على المزيد مهما حاولنا أكثر.. ونصل للحظة النهاية رغم ما بذلناه لأجل ألا نصل لها على طوال الطريق.
ما يصل بنا للأسف في النهاية لنقطة نتوقف عندها ونعرف أننا لن نقدر على المزيد مهما حاولنا أكثر.. ونصل للحظة النهاية رغم ما بذلناه لأجل ألا نصل لها على طوال الطريق.
المشكلة أيضًا يا ندى أن استمرار ضغط أحد الطرفين على نفسه يُصور للطرف الآخر أنه سيتحمله للأبد! أو أن وجوده مضمون وأنه يفعل هذا لأنه لا يقدر على الحياة بدونه مثلًا.
للأسف استغلال أحد الطرفين لطيبة وتضحية الطرف الآخر يؤدي إلى فشل العلاقة عاجلًا أو آجلًا.
فلا توجد علاقة ناجحة تعتمد على طرف واحد.
هناك مقولة: " لا تبالغ في التطوع، فيُفرض عليك"، وهي تنطبق هُنا على الرغم من أنها لم تقال في هذا الموضع، لكنها قابلة للاسقاط عليه لأنه نفس الفعل، إحدى الأطراف يبدأ في منح الآخر متطوعا، وراغبا، وراضيا في نفسه حتى - لأنه يبادل الطرف الآخر مشاعرا طيبة هُنا - ، لكن مرة بعد الأخرى تبدأ هذه الأفعال التطوعية في بدايتها لتفرض على الآخر، بل ربما لو قصر في إحدى هذه الأفعال يبدأ الطرف المستقبل لها بالتساؤلات عن سبب تغيره..إلخ! ومن هُنا يحدث التصادم من التهكم على طرف بأنه قد تغير وتبدلت صفاته، ومن فقدان الطرف المعطي الطاقة نتيجة لعدم التبادل فيما بينهما يحدث الفتور.. ونظل في حلقة مُفرغة!
انا ارى ان القبول هو اهم صفة يجب توافرها فى اى علاقة. لا يوجد ما هو افضل من ان يقبلك شخص كما انت دون زيادة او نقصان . لا يريد من العالم سواك و لا يريد ان يغير بك شئ. الشعور بالقبول هو اسمى شعور فى اى علاقة و قليل من يستطيع الحصول عليه.
القبول صفة أساسية لنجاح أي علاقة من جملة صفات أخرى.
لا تقوم بها العلاقة لوحدها ولا تقوم كذلك من غيرها.
التقبل يعني أن أنظر لمن أمامي على أنه مكتمل مهما كان به من عيوب "بالتأكيد لا أقصد بذلك العيوب الأخلاقية"، لأنني بطبيعة الحال إنسانة بي من العيوب بقدر ما به وإن تفاوتت النسب والأنواع.
وإن غاب القبول من أي علاقة إنسانية غاب الرضا والقناعة وكانت معولًا لهدمها.
لكن بالتأكيد للقبول معايير،، وصفات يمكن وصفها بأنها مقبولة وأخرى لا. فما هو تعريف القبول بنظرك؟ وما هي الصفات التي لا يمكن تقبلها في الطرف الآخر في قاموسك؟
العلاقات الناجحة تعتمد على اشياء كثيرة جدا ، وفي اعتقادي لن نستطيع ان نعرف إذا ما كانت علاقة ما في حياتنا ناجحة أو فاشلة إلا في نهاية الطريق عندما تنتهي العلاقة أو تنتهي الحياة ، أخشى ان البعض يعيش خدعة ويظنها علاقة ناجحة .
ولكن لو حكمنا على العلاقات القائمة في حياتنا والتي نرجو على الله أن تكون ناجحة ، أرى أن الأخلاق عامل فعال عندما يتعلق الأمر بتقييم الآخرين على المستوى العالمي، وتقييم ما إذا كنا نحب أو نحترم شخصًا ما هما شكلان من أشكال التقييم التي نجريها كثيرًا في الحياة اليومية. على سبيل المثال ، هل أحترم زميلي الجديد في العمل الذي "يقترض" باستمرار أقلامي لكنه لا يعيدها؟ (الإجابة : لا.) هل أحب جارتي التي أحضرت لي الشوكولا عندما انتقلت لأول مرة؟ (الإجابة : نعم)
وغالبًا ما يكون الناس محبوبين لسماتهم المجتمعية ، مثل كونهم متعاونين وودودين ، في حين أنهم محترمون لصفاتهم مثل كونهم مؤهلين ومنجزين. ولكن هناك شكل آخر من أشكال التقييم لا يقل أهمية ، ولكنه متميز ، وهو فهم الشخص. بمعنى ما الذي يجعلني أشعر أنني أفهم حقًا من أنت كشخص؟ أظهرت بعض الأبحاث في هذا المجال أننا نرى الأخلاق مركزية للهوية: أخلاقك هي ما يجعلك أنت.
الأخلاق بشكل عام مهمة ، وفي رأيي أن السمات الأخلاقية الأكثر أهمية هي على سبيل المثال ، الصدق والنقاء والكرم كلها عناصر أخلاقية ، لكن هل جميعها متساوية في أهميتها في التقييم؟ في بعض الأحيان قد يكون الصدق غير مرغوب فيه ، مثل الشخص الذي يتسم بالصدق التام حتى على حساب المشاعر (فأنا لست بحاجة إلى إخباري بأن تسريحة شعري الجديدة تبدو سيئة).
التعليقات