بالطبع مساعدة الآخرين شيء جيد، يدل على أصالة معدننا ومدى جودتنا وإنسانيتنا، وفي النهاية كل شيء في الحياة يكون مردود، فمن تساعده الآن سيسخر لك الله سبحانه وتعالى بسببه من يساعدك غدًا.
لكن هناك أوقات معينة تكون فيها مساعدتنا للآخر على حساب حياتنا، أو سعادتنا، أو راحتنا، بحيث يمكن أن نضر أنفسنا إذا ساعدناه، وفي بعض الأوقات يمكن أن يكون الطرف الآخر لا يستحق هذه المساعدة إنما يستغلنا فقط لطيبتنا وتفانينا وتضحياتنا.
فهل من المنطقي والمناسب أن نساعد الآخرين أيًا كانت الظروف؟ أو نساعد الآخر بغض النظر عما إذا كانت هذه المساعدة ستضرنا نحن أو تضر أحد من المقربين لنا؟ أو نساعده على الرغم من يقيننا أنه لا يستحق وأنه يقوم باستغلالنا فقط؟
أعتقد أن مساعدة الآخر هي الشيء الذي يرضي قلبي ويجعلني متقبلة لنفسي ولإنسانيتي، لكن وفي نفس الوقت فأنا لا أحب التفاني التام في سبيل الآخرين، ولا أوافق على أن أضر نفسي أو شخص مقرب مني بسبب مساعدتي للآخر، كما أكره أن يستغلني شخص ما ويجبرني على مساعدته ومد يد العون له بكل أنانية.
مساعدة الآخرين بلا شك هي نوع من الرحمة التي وضعها الله في قلوبنا كبشر، إنما يجب أن يتم تقديمها لمن يستحق، من يحتاج منا بالفعل أن نقدم له يد العون، ومن رأيي أن الله يسخر الناس بعضها لبعض، فمن أساعده اليوم ربما يساعدني في الغد، المهم ألا نضر أنفسنا ونحن نحاول مساعدة الآخر.
ماذا عنك؟ هل ترى أن التضحية ومساعدة الآخرين في كل وقت وتحت أي ظرف شيء مقبول؟ أم أن هناك حدود يجب الوقوف عندها؟
التعليقات