قبل فترة ليست بالبعيدة دار حديثًا بيني وبين صديقتي حول عملها في الشركة ، لكن ما أثار انتباهي هو حديثها عن مدير الموارد البشرية في الشركة التي تعمل بها ، حيث أن مدير الموارد قام باختيار موظفًا بناءً على أسلوبه في الحديث و الحوار والمظهر الخارجي وأيضا على فارق العمر بين الموظفين - ليكون مسؤولًا عن طاقم العمل الذي تعمل به صديقتي ، مع أن الموظف ليس محترفًا في عمله ، كما أن هناك موظفين كُثر أفضل منه ، لكن المدير قد تغاضى عن جميع المواصفات الأخرى المطلوبة من أي موظف يريد أن يصبح مسؤولًا عن الموظفين ، وصب اهتمامه وتركيزه على الصفات الإيجابية في هذا الموظف .
ما عليك معرفته أن هذا يُسمى في علم النفس ، بتأثير الهالة Halo Effect ، وهو أن نميل إلى تكوين انطباع عام عن شخص بناءًا على سمة واحدة أو موقف واحد قد حدث منه .
فإذا كان X حسن المظهر ، فإن X هو أيضًا ذكي ومجتهد في عمله .
إدوارد لي ثورندایك عالم النفس الإمريكي ، كان قد طرح هذا التأثير أو الخدعة النفسية في عام 1920 ، وذلك بعد قيامه بدراسة تحت عنوان "الخطأ المستمر في التقييمات النفسية".
نلاحظ أن التأثير قد يُستخدم في مجال التسويق والمبيعات ، فمثلًا قيل أن شركة أبل قد استفادت من تأثير الهالة
فمثلًا عندما تم طرح جهاز "آيبود" ، قيل بأن مبيعات شركة أبل من "laptop mac" قد ازدادت وذلك بسبب نجاح "آيبود "
فقد يكون منتج واحد ناجح ومشهور لشركة ما كفيل بأن يتم الحكم على المنتجات الأخرى للشركة بالنجاح من قبل الزبائن .
تاثير الهالة لا يقتصر على مجال معين ، بل يشمل كافة مناحي الحياة ، سواء كان في مجال التعليم أو الطب أو العمل وغيره.
سأعيد السؤال عليك مرة أخرى..كيف يكون إنطباعك الأول حول الأخرين ؟ وهل وقعت يومًا ما تحت تأثير الهالة ؟ وهل إستفدت من هذا التاثير في حياتك العملية ؟*
التعليقات