تجاذبت الحديث ذات يوم مع أحد الأصدقاء العزيزين على قلبي ، فسألته : عن أحواله وأخباره ، فقال : بخير والحمدلله.
ثم بادرته بسؤال وقلت له : مالي أراك رث الهيئة ، شاحب الحال ؟ ، وكأن عمرك قد جاوز السبعين !!
فقال : مشاغل الحياة وضغوطها أنستني الاهمام بنفسي ، وأصبح جل اهتماماتي منصبة نحو زوجتي و أبنائي ، فأنا أحرص على توفير جميع مايطلبون ، سواءً أكانت مستلزمات أوكماليات ، وأقوم بتأجيل متطلباتي وتأخيرها ، وفي بعض الأحيان أستغني عنها !!! لكي أجعلهم سعداء .
فقلتوالدهشة تعلوا مفرقي له : ماهكذا يا أخي تورد الإبل ! ، فصنيعك بدعة وخطأ، لم يأتي بها لا عرف ولا دين ، وقد ورد في الحديث الشريف هذه المقولة العظيمة ( وإنّ لنفسك عليك حق ) ، فأين أنت منها ، أين حق نفسك !! ، يجب على الإنسان أن يراعي متطلباته الشخصية وحالته النفسية ، ولا يرهق نفسه ويكلفها ملا يستطيع ، ثم ما المشكلة في أن تقول لأبنائك وزوجتك لاأستطيع ، أو أن طلبهم ليس ضروري توفيره في الوقت الراهن ويمكن تأجيله فيما بعد ، أو أطلب منهم أن يشتروا الكماليات التي يرغبون بها من خلال التوفير من مصروفهم الشخصي .
ثم استطرت بالحديث وقلت : إن الله جميل يحب الجمال ، وإن حسن المنظر مطلوب كحسن المخبر ، فلا تهمل نفسك هكذا .
فقال : حسنًا سأحاول ، فقلت في قرارة نفسي : لاأظن ذلك فمن طبع على شي وعتاده ، لم يستطع تغييره وتجاوزه إلا بإرادة قوية و بشق الأنفس ،ثم ودعته ودعوت الله له أن يعينه ويصلح من حاله .
بقول التميمي :
ما كَلَّفَ اللهُ نَفسًا فَوقَ طَاقَتِهَا
ولا تَجُودُ يَدٌ إلاّ بِما تَجِدُ"
بقلم / بدر بن سليمان ناصر البدر