في إحدى المراحل الزمنية التي عاصرتها الأمم العربية كانت الأجواء الثقافية والمعرفية رغم بساطتها وقلتها إلا أنه كان لها تواجد وتأثير على المواطن العربي بل وتأثير مباشر على مختلف المدارس الفكرية الموجودة، لكن الحاصل من بداية القرن العشرين إلى يومنا الحاضر أن المستوى الثقافي والفكري العام في الأوطان العربية في إنحدار مروع، وأول من يتحمل مسؤولية هذا الإنحدار الثقافي هم المثقفين نفسهم وعلى الرغم بأن وسائل التواصل ونقل المعرفة تطورت إلا أن تلك الطبقة لا زالت في بوتقتها الخاصة، فبداية الانحدار الفكري كانت عن طريق تفشي أدلجة الفكر فعلى الرغم من ترديد الشعارات بأن الفكر حر وما إلى هذه من الشعارات إلا أن هذه الطبقة الفكرية لازالت تدار عن طريق أشخاص معينين وهذا يعتبر سبب من عدة أسباب لهذا الإنحدار ولكن أرجع وأقول أن هذا الانحدار كان بسبب المثقفين أنفسهم إلا من رحمهم ربي، وعندما انتصف القرن السابق بدأت جماعة المثقفين بالتشتت الفعلي وأصبح كل واحد منهم يتمسك بفكرة معينة من العالم الغربي لا تناسبه ولكنه فقط مؤدلج على محبة أي شيء يأتي إليه من الغرب وحتى من الشرق وعلى الرغم من تواجد الكُتاب العرب كأسماء على أغلفة الكتب إلا ان الافكار هي مأخوذة من أحد الكُتاب الغربيين وكان هذا الوضع السائد بين الأغلب إلا من رحمهم ربي، وفي هذه الفترة أيضاً شهدت الساحة العربية بزوغ وانتشار فكرت الصوالين الأدبية التي لا يدخلها إلا أفراد معينون من تلك الطبقة الفكرية ولعل هذه الصوالين زادت المسافة بين طبقة المثقفين والمفكرين وعامة الشعب التي يجب التوجه إليها، وفي الوقت الحالي ازداد الإتساع بشكل مخوف وأصبحت هناك طبقة جديدة في الحركة الثقافية العربية وهذه الطبقة تتكون من أشخاص ضعيفي الحيلة الفكرية ركيكي المحتوى ولكن يشتهرون بين أوساط العامة عن طريق وسائل التواصل الحديثة، وختاماً يجب علينا جميعاً كأفراد مجتمعٍ واحد أن نتدارك أخطاء الماضي ونحاول لملمت شتات حالنا الفكري عن طريق التطوير الفردي فعندما يقوم كل شخص بالتركيز على تطوير نفسه وتزويد معارفه وتنقية مداركه فعندها سنرى مجتمعٌ يقوم ويقود نفسه نحو الأفضل، ولعلنا في المستقبل نتطرق بشكل أكبر ونشرح الوضع الفكري في الوطن العربي.
حسابي الشخصي في تويتر:
التعليقات