بعد رحلة طويلة مع القراءة كانت بدايتها مع مؤلفات "انتوني روبنز" والذي يعتبر رائد بمجال التنمية البشرية وتطوير الذات، كنت منبهرة بما يقول وأتذكر أنني أنجزت مهمة مؤجلة منذ سنوات، كنت أفكر دائما في خطط لتنفيذها، إكتشفت بعد تحفيز الكتاب أني بالغت بالتخطيط وأن الأمر أسهل من ذلك كل ما أحتاجه خطوة كنت أراها قفزة وبعد وصفة "روبنز" السحرية تحولت إلى خطوة!
هذا السحر سرعان مايتحول إلى خدعة بعد الإعتياد على قراءة كتب تطوير الذات، سيخف بريق الكلمات التحفيزية وربما ستصبح أقرب إلى(الزن) منها للتحفيز، هذا مايحدث معي فعلاً حين تمر علي إقتباسات حول تطوير الذات، أشعر أنها تستفزني للإنجاز أكثر وتجعلني أطمع بالمزيد وأطمح للقمة وبالحقيقة أنا شخصية قنوعة والقمة بالنسبة لي مكان شاهق وأنا أفقد توازني عند بلوغ السِنة قبل الأخيرة من السِّلم.
ما حثني لكتابة هذا المقال قراءتي لكتاب (فكر وازدد ثراء) لهيل نابليون، لا أعلم حقيقةً ماسبب تقهقري للقراءة في تطوير الذات، ربما الحنين للبدايات؟!
على العموم لست نادمة بدليل أنني قرأته مرتين ولخصته، تفاجئة بالخبرة التي أمتلكها وكيف تنبئة أكثر من مره وأكملت كلمات المؤلف، قرأت بأسلوب مختلف عن المعتاد قرأت قراءة نقدية
لا أنكر أن محتوى الكتاب محفز ولاتستطيع قرأته وأنت مسترخي، تشعر بالرغبة بوضع خطة وخلق هدف من العدم، لحسن الحظ كانت لدي فكرة مشروع -غير مستعجلة لتنفيذه- وكتاب فكر وازدد ثراء دفعني للبدء بإنجازه من خلال نصائح قدمها "هيل" بطريقة ودية وشحنها بتلك الطاقة التي تُشعل العقل وتحتاج رشاش من الإنجازات حتى تطفئها- هذي الطاقة التي تمتلئ بها كل كلمات كتب تطوير الذات وتجعلها ساحرة وجذابة للقراء المبتدئين.
لطالما تمنيت الإجابة على سؤال مالكتب التي ترشحها للقاريء المبتديء؟ كنت أشعر بالغباء عندما أستعد للرد و ليس لدي جواب يليق بي كقارئ قضى خمس سنوات يقرأ يومياً، أردت أن أسدي نصائح حصرية كالتي سأقولها الأن.
في الواقع أنصح بقراءة كتب تطوير الذات وخاصة الأكثر مبيعا!
مازلت على رائي؛ ولكن تذكر أنني قلت أن كلمات هذي الكتب مليئة بالطاقة التي تحث على الفعل، فإذا كنت ترغب بالقراءة ويمنعك الكسل عليك بشحن طاقتك منها
ايضا كتب تطوير الذات مناسبة جداً للشباب في سن الجامعة -حيث الحماس والنشاط والإقبال على الحياة العلمية والعملية بنهم مع نقص الخبرة وتشتت الأفكار غالباً- سيجدون فيها نصائح وتشجيع من أشخاص ناجحين يقدمون لهم خارطة الطريق نحو الهدف
بعد العشرينات يتم فتح باب القبول بمدرسة الحياة ويبدأ الإنسان يتعلم من تجاربه، مرحلة الثلاثين أتخيلها مثل (الديتوكس) لإنها تنقي الجسم والعقل من الرواسب التي خلفتها سنوات المراهقة، الوعي بهذي المرحلة سيمنحك ميزة الجمع بين الحكمة والشباب، يتسلم النضج إدارة حياتك بعد أن كانت بيد الطيش، وتتهئ النفس لتلقي دروس الحياة.
بغض النظر عن وضعك العملي أنت الان -غالبا-تعرف ماتريد وخبرتك البسيطة سترشدك إلى الوصول، ولاتحتاج مدرب تنمية بشرية يشتتك بقصص الأبطال والأثرياء.
ربما تحتاج لمرشد روحي يعلمك أهمية الصمت والتأمل والتسليم يدربك على السباحة مع تيار الحياة يخبرك عن قوة النية وقوة الآن ستكتشف اللحظة التي كنت تتجاهلها بالتخطيط أو التفكير بالمستقبل والتحسر على الماضي
سوف يتطور ذكائك الإجتماعي والعاطفي مما يؤهلك لإمتلاك مهارات ناعمة كمهارة التواصل-حل المشكلات وإدارة الأزمات-العمل مع فريق أو إدارته وغيرها من المهارات الشخصية التي تحتاج عامل زمني لتتطور، فلا أحد يُتقن مهارة التواصل بعد حضور دورة!
رسالتي هي أن كتب تطوير الذات كالوجبات السريعة تسمن ولا تشبع، طاقة كلماتها تدفعك للحركة فإذا لم يكن لديك وجهة(هدف) فأنت لاتحتاجها، ولو إمتلكت الهدف والخطة والخبرة ايضا لاتحتاج طاقة الدفع هذي التي تشحن العقل وتجعل صوته يعلو على صوت القلب، هذا الصوت المريح الذي يبارك خطواتك نحو النجاح ويقويك عند السقوط ويلهمك للإستمرار ويضيف لعملك تلك الروح التي تُظهره نابض بالحياة.
التعليقات