العنصريون الطيبون.


التعليقات

أنا أرى المنظور هذا من العنصرية مهم جدًا يا نسيبة، حيث أننا في بعض الأحيان نعتقد أن نمن على الآخرين بكوننا طيبين وودودين، وأنه هذا له علاقة بكوننا نملك قلبًا طيبًا ورحيمًا

يحول هذا المنظور الامر الخاص بحسن المعاملة من كونه حقًا إلى كونه هبة أو منحة، والمنحة او الهبة قد ترد وقد تستبدل، لإننا حين نتعامل على أنه حق لا نمتلك الجرأة لسحبه أو التفاخر بإعطاءه

هذا يحدث بالتأكيد ومن خلال العديد من المواقف فإن التظاهر حين يأتي من شعور داخلي بأنك تتفوق على شخص بسبب جنسه او ديانته أو لونه، يكون مسموماً لا صفة له، مختبئاً داخل ستار من كراهية وفتنة قد تشعل الأطراف في حال مواجهتها وهذا ما لا نريده.

إمّا أن تكون عنصرياً وإمّا لا، لا يوجد للون الرمادي في ذلك مطرح ولا مكان ولا حتى تفكير، النقطة هذه حساسة جداً فمنها تأتي أغلب النعرات التي تتحول لاحقاً لأفعال قد يكون نهايتها مثلما حصل مع جورج فلويد للأسف.

لكنّ من الصعب تحديد الدوافع الداخلية للشخص لأنه لا يوجد شيء خارجي يمكنك التنبؤ به وللأسف التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي أضرت أكثر مما فادرت في هذا الجانب.

تجدين حسابات وهمية لأشخاص هدفهم بث التفرقة وتأجيج الاحتجاجات أيّا كان الهدف وراء ذلك.

يمكن ان نطلق عليها مسمى العنصرية اللاإرادية، يعرفون أنه من الخطأ أن تكون عنصري اتجاه أي أحد لكن معنى العنصرية لديهم مختل أو غير واضح فهم لايرون أنهم عنصريون،فهم يمارسونها دون أن يشعروا حتى.

نسيبة وبكل موضوعية ألا تحسين بأن جميع الأشخاص عنصريون؟ وربما أحسن درجة في العنصرية هي تلك التي لاتظهر على الشخص العنصري أي أنه يطلق أحكام بينه وبين نفسه "يتأثرون بالمظاهر لكنهم يأخدون قرارات منصفة وبالتالي لن يتأذى أحد من عنصريتهم"

نعم أفهم قصدك وأوافقك على أغلبه، لكن المقصود من النوع الذي تحدثت عنه أنا، ليس سيء لدرجة أن يكون نفاق أو حتى يتحول إلى اشد العنصرية.

مثال على ذلك: لنفترض أن أحد المدراء من الجنسية (أ) لديه موظفين من الجنسية(أ) و (ب)، للوهلة الأولى من تعارفهم يحس بانتماء الموظفين من نفس جنسيته له، لكنه يعامل جميعهم نفس المعاملة، إنه إحساس لا شعوري يا نسيبة والنوع الذي أقصده غير مؤدي لهذا قلت لك أنه الأحسن "وتختلف درجاته من شخص لآخر فيوجد من لا تؤثر هذه المشاعر الداخلية على قرارته كذلك يوجد من تؤثر على قراراته"

وفي هذه الحالة وكون المدير من الفئة الثانية "لا تؤثر على قراراته وربما تكون أحاسيس لحظية فقط" هل يتحول المدير إلى منافق؟ هل يجب أن يقول أنا أفضل هذا الشخص لأنه يملك نفس جنسيتى وقرارته كلها عنصرية؟ لا أجد أي نفاق هنا بل أجد أن المدير واعى وعادل.

هذا الابن الذي عاش في بيئة شديدة العنصرية سيصبح نسخة من بيئته وبدوره هو سيربي ابناءه على هذا وهكذا.

صحيح أن البيئة تلعب دور في هذا، لكن ليس من الضرورى أن يكتسب جميع الأبناء هذه الصفات، ربما يجد أن مجتمعه خاطئ في ذلك ويغير تصرفاته وهذا الإحتمال كذلك وارد.

برأيك كيف يمكننا القضاء على هذه الظاهر؟ أو على الأقل أن نخفضها لأن القضاء عليها نهائيا أمر أشبه بالمستحيل.

لفتة رائعة والتقاطة مهمة.

أنا محتار من هذا التصفيق للفساد الذي يعيث في المتاجر والمدن باسم محاربة العنصرية.

وضرب الرجال والأولاد البيض فقط بحجة أن عنصريًا قتل رجلًا أسود.

هناك تصفية حسابات، وهذه حرب قذرة ترفع شعارات عظيمة وتتاجر بها.

الدنيا مليئة بالغرائب، وهشّة، تتزعزع عند أدنى هزّة، والإنسان لديه قدرة عجيبة على إبهارك بفعل الشر باسم الخير.

أجد العنصرية قد تكون مرادف آخر للتنمر، وهي ثقافة متواجدة داخل كل المجتمعات، الأبيض يرى نفسه مميز بلون بشرته، حتى الدول العربية تمارس العنصرية على العمالة التي تعمل لديها وربما أقربهم الفيديو الذي تم تداوله مؤخرا للمدعوة ريم، كيف أنها تمارس العنصرية والتنمر بوضوح.

وهذه العنصرية تنم عن الجهل الواضح من ممارسيها، ما يثير الدهشة حقا هو أن تكون العنصرية دون داعٍ دون سبب، فمثلا ليس لديك ما يميزك على أي مستوى وتتنمر على الآخرين وتمارس العنصرية على الآخرين، فأحيانا يكون وراء العنصرية شخصية مريضة تعاني من النقص.

"بالرغم من أنني مسيحي، فقد دافعت بشراسة عن صديقي المسلم اليوم، رغم أنه شخص بسيط مغلوب على أمره، إلا انني قد ساعدته لأننا أصدقاء" حسناً أنت شخص كريم للغاية، كونك مسيحي ترى نفسك في مرتبة عالية، وقد حميت صديقك المسلم الذي تراه في المرتبة الأقل شأناً منك، أنت شخص طيب القلب جداً!

لم أجد هذا المثال في محله، فكونه شخص بسيط ومغلوب على أمره ليست لها علاقة بكونه مسلم أو لا، ولا أرى في الموقف عنصرية حقيقةً.


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.3 ألف متابع