هي المرة الأولى وإن شاء الله الأخيرة التي اكتب فيها عن السياسة التي لا أعرف عنها الكثير. ولا أحبها. نعم أعترف بأني اكتب عن مالا أعرف. فإذا كنت خبيراً سياسياً سامحني على هذه التعديات.
الدنيا متاع، والعبرة كلها في الآخرة، فيا صديقي المؤمن كل مافي هذه الدنيا اختبار. والحياة الدنيا لحظة حتماً سوف تنتهي والغاية هي الحياة الآخرة. فما يحدث حولك قد كُتب في اللوح المحفوظ. وما يحدث حولك من خير او شر، لست انا السبب فية. أن كان خيراً فهو من الله وحده، وإن كان شراً فهو من نفسك. اللهم اغفر لنا وارحمنا في الدنيا والآخرة وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
في هذه اللحظة البسيطة التي نسميها (الحياة الدنيا) التي تظللها الضروف السياسية سوداء الجسد وعتماء الظل. كثيرٌ من حولك يخالفونك في بعض آرائك السياسية ولهذا السبب تفقد كثيراً من علاقاتك. وتحوّل كثيراً من نقاشاتك الاخرى الى نقاشات سياسية حتى لا يوفي النقاش الغاية منه وقد يتحوّل الى حرب. في هذه اللحظة البسيطة وبكل بساطة انت محروم بكل بساطة من السعادة. نحن جيل تحاصره السياسة.
فكل جمادٍ امامك يجسد صورة مثالية للحزن الأسيّ، وخيبة الأمل، وقد تصبر نفسك بـ(هناك أمل)، ألى أن يموت الأمل وتموت السعادة من الجوع، وتنتهي تلك اللحظة البسيطة بخيبة أمل وقد تكون من جوع. نحن جيل محروم من السعادة تحاصره السياسة.
فلا تدوم لنا صداقة. ينشب الخلاف حتى بيني وبين أخي اذا خالفني آرائي. أؤمن بأننا بشر ونختلف في كل شيء. اذا تشابهت أشكالنا نختلف بآرائنا والعكس صحيح. فلابد أن هناك اختلافات بينك وبين كل شخص اخر. ياللأسف لأن هناك اخلتفات! حتماً ستكون هناك خلافات. نحن جيل محروم من الأخوة والصداقة، جيلٌ تحاصره السياسة.
عندما أتصفح أي شبكة إجتماعية، أجد كل المنشورات سياسية مليئة بالحزن، بستثناء عدد قليل يكاد لايذكر من شواذ تلك القاعدة. اعتقدت لوهلة أن شركة Facebook تجري آختباراً على شخصيتي وتتحكم بنوع المنشورات، لكن اكتشفت انه ليس اختبار بل هي كل المنشورات من معظم اصدقائي العرب. كنت سابقاً اغضب عندما أجد منشورات مثل (بالله عليك انشر وتؤجر) أو (كم لايك تستحق صورة القرأن بينما صورة اللاعب حصلت على مليار لايك)، ولكن الان أجد في منشوراتي الأكثر ازعاجاً. حزن يتجسد في عيني، وعلي أن اخضع لأني من جيل محروم من السعادة، جيلٌ تحاصره السياسة.
وعندما أخبرك ياصديقي العزيز بأني لا أهتم ولا أحب أي شيء له دخل بالسياسة! قد تتهمني بخائن العروبة والدين ولا اهتم بحال المسلمين. وقد ينشب خلاف. حتى لو اخترت أن لا أناقشك قد تتهمني بذلك مسبقاً.
حتى عندما تحاول الخروج من إيطار الحزن السياسي، وتسأل احد أصدقائك سؤال مثلاً (ماذا تتوقع الحل لقرصنة البرامج) ؟ يجاوبك الحل هو قرصنة برامج هاؤلاء الكفار الذين احتلوا ديارنا .. الخ الخ. رغم ان شركات البرمجيات ليس لها مالك وحيد لتحدد هويته ومعتقداته بل هي شركات مساهمة ومساهميها من جميع انحاء العالم، لكن يجب أن لاتحاول الهروب من الحزن لأنك من جيلٌ أسيّ تحاصرة السياسة.
تحذيرات مهمة:
لاتطمح بالنجاح! انتبه سيدمرونك الغرب.
لا تشعر بالفرح، هذه المره احذر، سيتهمونك الناس بالخيانة.
أنبذ كل من يختلف عنك عرقاً ومعتقداً وفكراً وقناعات، قد يعرف انك متخلفاً عنه ويعاديك.
التخلف هو سيّد الموقف، فلا تكن نداً لسيّد الموقف بل صافح يده فقد تكون يوماً سيد سيد الموقف.
اذا كثرت حول مجتمعك المشاكل، لاتبحث عن حلول! بل فكر في تطوير تلك المشكلة بالخلافات. التفكير بالحلول وتطبيقها أمر ممل فهو طريق للأمن والسعادة.
انتبه أن يكون لديك أمل بتحسّن الاوضاع! أو تكون لديك علاقة مع شخص لديه مثل هذا النوع من الأمل. التفاؤل أول خطوات النجاح فلذا لايحقق الهدف الأساسي.
نصائح وإرشادات:
لاتنسى دائماً أن تخبر أباك ،أخوتك ،جميع افراد اسرتك ومجتمعك، بل العالم العربي أكلمه، انهم عار وخذلان. ذكرهم دوماً. ففي تذكيرك لهم تتسع دائرة اليأس وتزيد نسبة نشوب الخلافات.
أكثر من عبارات التحطيم. كما في الأرشاد السابق، لضمان عدم وجود الأمل وتعزيز اليأس في الأنفس.
قد يأتي يوماً تكون فيه خطيباً مبدعاً، لاتحتاج الى علم ودراسة، فقط ذكّر الناس بالحزن والأسى في كل مكان. وفي هذه النقطة فقط لاتيأس ستكون مبدعاً، هناك كثير يعشقون الحزن والأسى.
عندما تجد شخصاً تعتقد انه سعيد، حاول اقناعة بالحزن، وخذه في جولة المشاكل ولكي تضمن نتائج افضل! اخبره انه قادر أن يفعل شيئاً حتى لو لم يكن في يده شيئ. ستكون النتائج جيدة في الغالب.
حوّل كل منظر أمامي إلى منظر حزين، حطم كل شعور جيّد، لا تجعلني احلم بأي نجاح، ذكرني بكل موقف حزين مضى، وأجعل كل ماهو حزين بالوقت الحالي أمامي، واخبرني بما سوف يجعلني حزين غداً. أجعلني عنصرياً للحزن. أجعلني محصوراً بالسياسة الحمقاء. حتى أصبح صورة (لاتختلف عنك في شيء). وشكراً لك شكراً جزيلاً مسبقاً نحن جيل تحاصره السياسة ويحاصره الحزن.
التعليقات