سأقف ولن أستوقف ، وسأبكي ولن أستبكي ، فأنا لا أريد لأي شخص كان أن يشاركني حزني ، أريد أن أكون في كل شيء وحدي ، وحدي مع نفسي.

لك الله أيها الكاتب المكلوم بقسوة الأيام ، أين العمر وما منه مر؟ أين عشرون عاما التي قضيتها ؟وكأنها ما مرت ولا كانت ، أين أفراحها وأتراحها؟ أين ما حققت فيها وما لم أحقق؟ أين التعلمات والانجازات؟ أين جميلها من رديئها؟ بل أين أنا منها كلها؟ ماذا صنعت؟ وكيف سرت؟ وإلى أين أتجه؟ ومتى أصل؟ ما مر عشناه والآت من يضمنه؟ هي حياة واحدة لا أكثر ، أفنغبن فيها ونندم عليها؟ مرت الأعوام وانقضت السنون ، أعواما وشهورا ، أسابيعا وأياما ، ساعات ودقائقا وحتى الثواني ، وأنا ماذا صنعت في هذا كله؟

الطلل الوحيد في هذا العالم هم نحن والباكي الوحيد هم نحن والواقف الوحيد هم نحن ، فمن يبكينا إن لم نبك أنفسنا ومن يرثينا؟ نحن الباكي والمبكى عليه ونحن الراثي والمرثى، فمن لنا غير أنفسنا.؟!

عبد الرحمان الخروف