القوة الناعمة هذه العبارة لاقت رواج عند السياسيين بسبب أنه بفضلها تستطيع أن تغزي أذهان الجماهير من غير أن تطلق رصاصةً واحدة ولا أن ترسل أي جندي، في السابق كانت القوة الناعمة عبارة عن صحف تشجع الجماهير إلى تأييد طرف ما بطرقها الملتوية، لكن أبرز شكل من أشكال القوة الناعمة التي كانت موجودة في القرن السابق من وجهة نظري هي سلاح “الخطابة” وتوجيه الجماهير ولعل أبرز من استعملها هو موسوليني وهو رأس الفاشية الأكبر فهذا الشخص الذي امتهن مهنة التعليم قد قاد جيوشاً من البشر فقط بإستعمال لسانه وعندما انتهى من تأجيج الجماهير وأخذ ما يريده ألا وهو حكم إيطاليا حاول أن يرسل أفكاره الهدامة إلى البلدان التي لا تستطيع سماعه عن طريق إستعمال الصحف، لكن عندما انقشع الظلام عن أعين الجماهير ورأوا حقيقة وعود موسوليني الكاذبة وأنها فقط وسيلة من أجل إستمالت قلوبهم انقلبوا عليه وتبين أنه الخائن، بعدها قامت فرقة من هذه الجماهير بقتل موسوليني وتم وضع جثته وجثث من معه مقلوبين رأساً على عقب في مدينة ميلانو وقد كانت هذه من الطرق المعتبرة من أجل معاملة الخونة، فالعبرة من هذه القصة هي بأنه قد يستطيع بعض الأشخاص تأجيج الجماهير من حوله وإعطائهم الوعود البراقة والجميلة ولكن عندما ترى الجماهير بأن هذه الوعود مجرد أوهام فتأكد بأن هؤلاء الجماهير لن ترحمه، ولذلك عندما تعد الجماهير يجب عليك أن تفي بهذه الوعود لأنك إذا لم تفي بها فهذا ليس من مصلحتك، والأمثلة على الإستعمال الخاطئ للقوة الناعمة كثيرة وعديدة على مدى التاريخ لكن المثال الأبرز هو موسوليني، وفي الختام فإن القوة الناعمة سلاح إذا استعملته جيداً قد تكون بداية مجد وإذا تمت إساءة إستعماله قد تؤدي إلى نهاية عهد.

حسابي الخاص في تويتر: @iiabdullah_kh