حروب - غلاء - كورونا - هزات ارضية - و الآن أسعار النفط
ما هو التالي ؟
و كيف يستطيع البشر التأقلم مع هذه التغيرات السريعة ؟
بالفعل كنا نتناقش منذ ساعات قليلة حول سعر النفط عندما سمعنا في نشرة الأخبار أن برميل النفط بلغ سعره ١,٠٤ دولار للبرميل لأول مرة يحدث ذلك في تاريخ النفط، وهذا يثبت عدم فاعلية الاتفاقية حول خفض انتاج النفط في اجتماع تحالف أوبك بلس،
وتسألنا حول عدة أسئلة، ماهو موقف البلدان المستهلكة وغير المنتجة للنفط، هل ستحاول أن تستفيد من هذه الأزمة في تخزين النفط أم لا؟.
وكيف سيكون حال البلدان القائم اقتصادها على إنتاج النفط، وهل ستتدهور؟
في الحقيقة لا أحد يستطيع التخمين حول هذه الإجابات في ظل استمرار أزمة كورونا.
الهزات الأرضية وحروب الشرق الأوسط مألوفة في القرن الأخير بل وعبر العصور، لكن فيروس كورونا هو المصيبة التي أدت إلى كارثة عالمية بمختلف المعايير.
مليارات البشر في بيوتها ولا تعمل ولا تدرس؟ ما التالي؟
سعر النفط الأمريكي -37 دولار كارثة تاريخية لسوق النفط والسبب كورونا بالدرجة الأولى، فالمستهلكين يغلقون على أنفسهم بسبب الوباء مثل الصين واليابان وحتى هم مضرورون بشدة من الفيروس
أسواق السيارات منهارة وألمانيا متضررة جدا
السياحة في إيطاليا وإسبانيا وتركيا وفرنسا وغيرها متوقفة منذ أشهر
عدد هائل المصانع في معظم المجالات متوقفة
دور السينما مغلقة في مختلف أنحاء العالم وجميع المهرجانات والاحتفالات كذلك
وكل ما سبق سيؤدي إلى إفلاس المؤسسات والأفراد وارتفاع قياسي لمعدلات البطالة فكساد اقتصادي عالمي غير مسبوق.
بالنسبة للدول المتقدمة ما جدّ عليها هو فقط فايروس كورونا ومن ثم انهيار الوضع الاقتصادي ما أدى إلى جعل العالم يتوقف، وتخيل معي أن فايروس كورونا انتشر في البلدان الفقيرة أو التي تواجه الحروب فعلياً، لكان الأمر فرق كما هو الأن؟
لا أعتقد ذلك..لأغلقت الحدود على تلك الدول وتركوها معزولة ومن ثم أرسلو المساعدات الطبية والمعونة من أجل الانسانية واستمر العالم كما هو.
لك أن تتخيل أن هذه الدول فقط هي المحرك الأساسي للعالم ككل وأن الاقتصاد الحقيقي هو ملكها ويعود للدول النامية بعد ذلك أما الدول الفقيرة والتي تعاني من حروب وحتى لو حصلت فيها كوارث طبيعية لن يكون الاتجاه كما هو الأن.
أتوقع في الشهور المقبلة ستتجه الدول للتخلص من انتشار الفايروس بدايةً وتعمل على فتح الأنشطة بخطوات أكثر حذراً وتدريجياً سيعود الوضع طبيعياً ولكن في هذه الأشهر سيحصل الكثير من التحليلات والتغيرات الاقتصادية فكما ترى أن الدول تأخذ طابعاً فردانياً ما يجعل مواقف دوبلوماسية وسياسية تنشأ بينهم وأعتقد سيكون لها تأثيرات مقبلة في المستقبل حتى لو انتهى الفايروس، كل ما نستطيع فعله هو الانتظار والمراقبة.
التعليقات