لا تكاد تخلو جلسات السهر و السمر بين الأصدقاء و العائلة من أحاديث الذكريات و الطفولة

و كثيرا ما نستخدم عبارات ( جيل الطيبين ) ( جيل الثمانينات ) ( جيل التسعينات )

مهلا مهلا ..

لا أريد أن يكون المقال دراما هندية و ذكريات قديمة ..

فقط أريد أن أسأل نفسي أولا و أسألكم ثانيا... كيف كنا نستمتع بطفولتنا بدون أيباد ؟ موبايل ؟ يوتيوب ؟ بلاي ستيشن ؟

سؤال غريب أليس كذلك .. قد يبدو غريبا لنا .. و لكن إن سألك طفلك أو طفل آخر من أقربائك هذا السؤال ... كيف ستجيبه ؟

هل سيقتنع منك إن قلت له : كنا نلعب " السبع طوبات " و " الدحل " و " الاستغماية " ... أم أنه سيضحك ؟

ماذا إن قلت له أننا كنا نلعب بالتراب و نرسم خرائط الكنز فيه و نختبئ ؟

من المؤكد أنك مهما حاولت فلن يقتنع الطفل بأنها ألعاب كانت تسلينا و تجعلنا عرضة لخناقات الأهل بسبب التأخير خارج المنزل

و لكن هل جربنا أن نسأل أنفسنا لماذا لن يقتنع ؟

هل دماغ الطفل تطور عضويا و أصبح لا يملؤه سوى الألعاب الاكترونية و الانترنت و ألعاب الموبايل و طبعا نعزو هذه التطور في الدماغ إلى تطور كل شيء حوله

هل هذا أمر طبيعي ؟ جيد ؟ سيء ؟ أم تافه لا داعي للنقاش فيه ؟

أليس من الجيد أن يتعود الطفل على التكنولوجيا و التطور و يواكبه منذ نعومة أطفاله ؟

أم أنه من السيء أن يتعود على الكسل و قلة الحركة و التوتر الذهني بسبب مخاطر هذه الألعاب الحديثة ؟

أم أنه أمر عادي و تافه و لندع الطفل يلعب ما يحلو له ؟

أسئلة قد نتخيلها فلسفية و لكن ما إن تجلس مع طبيب أطفال أو طبيب نفسي و تعطه المجال قليلا حتى يبدأ بالحديث عن القصص التي يراها في عيادته و سببها هذه الألعاب

حتى لا نطيل الكلام .. ما أريد النقاش فيه : هل فعلا هذه الألعاب تؤثر على ذهن و جسد الطفل ؟ أم أنها " حكي جرائد " و كلام من مختصين كالكلام الذي يقول أن " الاندومي مضرة مثلا "

و إن كانت فعلا مؤثرة و مضرة .... فهل هناك حل ؟

هل يستطيع الأهل تفادي هذه الأمور أم أنها حتمية التطور في المجتمع ؟