*رجاءً قراءة كامل المقال ثم تقييمه :) *
قامت (منذ مدة طويلة) إحدى المؤسسات الفرنسية بتصنيف اللغة العربية ضمن 6000 لغة مهددة بالإندثار في هذا القرن فهل السبب في الشباب؟ أم في اللغة نفسها ؟
الإجابة السريعة هي: في اللغة بدرجة أولى! كيف؟ هذا ما سوف أطرحه في هذا النقاش/المقال المختصر...
أولا وقبل كل شيء يجب أن تعلم أنني لا ألقي اللوم على اللغة فاللغة حاضرة بحضور متحدثيها وتستمر إذا اتسمر متحدثوها وتنهض إذا نهض متحدثوه.
اللغة العربية صارت اليوم "مهددة بالإندثار" لأنها توقفت قبل 1300 سنة ! النحو والأبجدية والقواعد والكلمات كلها متوقفة منذ مئات السنين، والسبب ؟ السبب بكل بساطة أنه بسبب معارضة "الأصوليين" لم يتم تحديث اللغة العربية إلا في بعض الأمور البسيطة...
هل تعلم صديقي؟ أنه بسبب هذا التأخر لا يمكن اليوم ترجمة كتاب علمي/تقني واحد من العبرية الحديثة إلى العربية؟!
اللغة العربية، صحيح أنها لغة القرآن وأنها لغة الشعر والأدب وكل ذاك الكلامِ الذي يجعلُكَ تصدّق أن العربية لا تحتاج إلى تغيير إنما تفكيرنا هو الخاطئ .. صديقي، اليوم، لن تكون قوة إقتصادية أو علمية بـ "لغة الشعر والأدب" ! صديقي نحنُ في القرن الـ 21 نحن في عصر السرعة والعلم والتكنولوجيا لا يهمنّا إذ كانت اللغة تمكننا من كتابة قصيدة أم لا !
حسنا، دعونا الآن من هذا الكلام الإنشائي الذي أكرهه جدًّا ودعنا نتحدث عن المهم:
لا بد من إشتقاق أو تحديث -أو مهما كانت تسمية هذه العملية- اللغة العربية وإنتاج نسخة جديدة يتوفر فيها التالي
التخلي عن كلّ تلك الكلمات الغريبة التي لا يعرفها إلا 10 على الأكثر من المتحدثين بالعربية (يمكنكم البحث في الأنترنت والإطلاع عليها، إنها كلمات لم يعد لها فائدة اليوم!)
تعريب كل الكلمات التقنية والعلمية ...إلخ
إنتاج مُعجم عربي تتوفر فيه ترجمات/تعريبات لأغلب تلك المصطلحات العصرية التي نجدها في المعاجم الفرنسية والإنجليزية على سبيل المثال
تعزيز التقارب بين اللغة المكتوبة (الفصحى) واللغة المحكية(الدارجة/العامية)
مراجعة وتنقيح القواعد اللغوية والتخلي عن القواعد التي لم يعد لها أي دور سواء جعل اللغة العربية أصعب في التعلم
مراجعة النحو العربي، تسهيله، تبسيطه، التخلي عن التعقيدات التي لا جدوى منها
تحديث الأبجدية (هذا الأمر أثار وسوف يثير ضجة كبيرة وردة فعل عنيفة) العربية، سواء شئنا أم أبينا، فأبجديتنا تحتاج تحديثا وتطويرا، يوجد عديد المقترحات لتطويرها وتحديثها وليس المطلوب أن نستعمل الحروف اللاتينية مثلا، بل المطلوب هو الإعتماد على حروفنا لكن مع إدخال تغييرات عليها تجعلها أسهل وأبسط في الإستعمال في كل المجالات، المجال التقني على سبيل المثال … وهنا أطرح مثالا بسيطا عن صعوبة صناعة خط عربي للحاسوب بسبب ترابط الكلمات.. فالمطلوب إذا أن تكون الأبجدية الجديدة تتوفر فيها الحروف التي صرنا نستعملها تقريبا كل يوم مثل الپ والڥ والڨ كما يجب أن تصير حروفها منفصلة ويمكن أيضا جعل الحركات حروفا وغيرها من المقترحات التي لها أسبابها
ضبط نظام تعليمي سهل وبسيط لتعلم هذه اللغة المعاصرة في أقل عدد من السنوات، فعوض أن يمضي الطالب 14 سنة من حياته وهو لم يتعلم حتى رُبع قواعد اللغة العربية، يصير بإمكانه تعلمها في غضون سنتين مثلا
أحلام ورديّة جميلة... على الرغم من أنني أؤمن أنه لابد من هذه التغييرات لكنني أؤمن إيمانًا عميقًا أن الوقت لازال مبكّرا لمثل هذه الأفكار .. لماذا؟ لأنه وبكل بساطة لن نستفيد شيئا اليوم من هذه التغييرات، حسنا، سوف نستفيد أشياءا لكنها سوف تكون محدودة بدول معينة مثل الدول الخليجية وسوف لن تفيدنا في تحقيق رقيّ وقفزة علمية/ثقافية
إذا متى يحين الوقت؟ عندما "تنضج" الدول العربية، ليست كلها، لكن أغلبها.. بما أنني من تونس، فإنّي أرى، أن هذا الأمر يصير قابلا للتحقيق هنا، عندما تمتلك تونس نظاما إقتصاديا وتعليميا وعلميا قويّ ومتفوّق .. عندها سوف نكون فعلا بحاجة إلى هذه "اللغة الجديدة" أمّا الآن فماهي إلا عبث
في النهاية، أعلم أن الكثيرين لا تروق لهم هذه الفكرة لكنني لا أرى الوقت مناسبا لكي أدحض الأفكار الأخرى وأُدعّم هذه الفكرة.. بعد 10 سنوات أظن أن الوقت سوف يكون مناسبا لطرح هذه الأفكار للعموم والبدأ بتحقيقها :) أمّا الآن فكل النقاشات حول هذه الأفكار ماهي إلا "نقاشات بيزنطيّة" لا فائدة منها.
التعليقات