هل تعتقد فعلا أنك تتمتع بالحرية ؟؟

إذا كانت إجابتك بنعم فإني أدعوك لقراءة هذا المقال والتعمق في سطوره جيدا لتفهم معنى الحرية الحقيقية،

قبل قرون كان على أجدادنا النهضون كل يوم باكراً لصلات الفجر وكانوا يتوافدون على المساجد كما يتوافد المصلين يوم الجمعة في أيامنا هذه ولم يكن يشغل بالهم سوى طاعة الله والعمل الصالح، أما اليوم وفي عصر سمي بالعصر الحديث اختلفت الأمور كثيرا فقد أصبحت المساجد كالبيوت المهجورة لا يأتيها سوى قلة من كبار السن، فالأغلبية نيام والبعض الآخر لا ينامون، وآخرون نسوا معنى الإيمان، لا تشغلهم سوى مكاسبهم ومصالح شركاتهم،

الآن فكر واسأل نفسك، هل أنت حر كما تعتقد!

عندما تستيقظ كل يوم كالملهوف وتسرع إلى الشاشة لتتفقد بريدك الالكتروني وحساباتك على فيسبوك وتويتر، هل أنت حر؟

عندما لا تستطيع الاستغناء على الجوال لدرجة أنك تدخله معك الحمام، هل أنت حر ؟

عندما يتشوش تفكيرك وتتلخبط نفسيتك لمجرد تعليق سلبي جاءك من شخص عن شكلك أو فكرك أو رأيك، هل أنت حر؟

عندما تدمن العادات السيئة ( والتي لا داعي لذكرها ) وتلجأ إليها كلما شعرت بالملل والفراغ، هل أنت حر ؟

عندما يتملكك اليأس والحزن والندم على شخص رحل من حياتك ، هل أنت حر؟

عندما يبتليك الله (عافانا وعافاكم ) بمرض أو عجز، فتكره كل من حولك، هل أنت حر ؟!

فكر وأعد النظر،

كثيرون هم الذين يعتقدون أنهم أحرار، لكنهم في واقع الأمر عبيد لعاداتهم وتقاليدهم التي لا نفع منها، إن معنى الحرية الحقيقية يختلف كثيرا عما يعرفه الناس،

فمعنى أن تكون "حراً" هو أن تختار أنت ما تريده أن تكون، ولتكون ما تريد يجب أن تغير أسلوبك في الحياة وتفكيرك المعتاد، ولا تضع حدود لنفسك، جرب كل شيء واكتسب مهارات جديدة وعادات مفيدة، إقراء كثيرا ومارس الرياضة وساعد الآخرين بدون مقابل، وتعلم من أخطائك وأخطاء غيرك فالتغيير يبدأ من الداخل وينمو إلى الخارج ليشمل محيطك ومجتمعك وعالمك،

في الحقيقة نحن نولد أحرار ولكن مع مرور الزمن واختلاطنا بهذا المجتمع الملوث أصبحنا عبيد لعادات وقوانين فرضت علينا، فالتعليم النمطي قتل فينا روح الإبداع وغسل الاعلام عقولنا، فصرنا نصدق كل ما نشاهد ونؤيد كل من يقول لنا أنه يخدم مصالحنا ويمنحنا حقوقنا وحريتنا، ولكننا لم ندرك أن الحرية تكتسب ولا توهب، وأن حقوقنا حق لا مكرمة،

فكن حراً في حياتك وعاداتك وتفكيرك،

بقلم: صدام فكراوي