نحب الألقاب ولا أعرف تاريخا لنشاة هذا الحب عند العرب، فأنت تجد الطالب الجامعي منذ عامه الأول وهو يخطو أولى خطواته في تخصصه قد طرز لقب التخصص  قبل اسمه، محاولا اشباع حاجته لما يراه في هذا اللقب، وكأنه يملأ فراغا داخله، وتاليا بعد تخرجه يحمل لقب وظيفته، ويتمسك باللقب أكثر من تمسكه باسمه نفسه و كأنه ينتظر منك معاملته بناء على لقبه ومايعطيه هذا اللقب من صلاحيات.

كما أن اللقب يعكس تعبك وجهدك ومركزك يعكس كذلك مسؤولياتك وستسأل يوم القيامة بحجم ما أعطيت نفسك من فخامة اللقب والمنصب، اسأل نفسك هل سأتحمل تبعات هذا اللقب ومامنحني إياه من جاه ومنصب وتبعات، هل سيكون في سبيل خدمة الناس ومساعدتهم أم أنه وسم للتفاخر والعلو والتباهي على خلق الله؟!

كلما تمسك الانسان بلقبه كلما كان فارغا في مضمونه، فاللقب هو الشيء الوحيد الذي يراهن عليه، وماعادت الألقاب تعطى فقط لمن يستحق، فالكثير الكثير يسلكون طرقا ملتوية استسهالا ليحصلون على ألقابهم، حتى أن الناس لم يعودوا يعطون قيمة للقب قدر مايعطون قيمة لما يقدمه لهم هذا اللقب،أقصد بذلك  المنفعة التي تعطيها لهم سواء كانت مادية أم معنوية.