عندما تشعر بالخوف والارتياب من بعض الموضوعات والأشياء فلا تتردد في الاشتباك مع الحياة ودخول حلبة الصراع مع كل ما هو غامض فيما تراه .

كثير من الناس يؤمن تماما بأنه من الصعب للغاية على الإنسان أن يقترب مما يخاف لأن الهلع جبلة خلق الإنسان بها فإن البشر مهما كانت قوتهم ومهما بلغ تجبرهم فانهم لا يساووا شيئا أمام قدرة الله عز وجل ولهذا فإن الإنسان يستطيع أن يستعين بقدرة الله ورحمته لمواجهة خوفه ومجابهة هلعه . فهو يدعو الله ويستغيث برحمة الله من عذاب الله .

إذا أردت أن تتخلص من الخوف فعليك أن تحاول الاقتراب مما تخاف رويدا رويدا لأن العلاج يكمن في باطن السم وليس خارجه.

الشجاعة تعد جزء لا يتجزأ من الحل؛ فالقوة لا تنمو من العدم ولهذا فليس عليك إلا اقتحام حلبة الصراع داخل المعركة حتى تحصل على لقب (مصارع) ، فيكفي انك تجاوزت خط البداية لتكون واحدا من المتصارعين حتى ولو لم تكمل السباق .

إن البدايات هي الحجر الرئيسي في البناء ، وتجاوز النقطة الأولى يجب أن يسبقه استعداد وتدريب ؛فلا تيأس إذا خسرت المعركة الأولى لأنك تعرف جيدا في داخلك أنك لم تكن سوى إنسانا عاجزا يعاني من الهلع والآن أنت تتحرر من خوفك ولم يحن وقت الانتصار بعد.

لن تنتصر في معركتك بدون سقوط ،فالهزيمة ستعلمك معنى النصر ، والوقوف على شاطيء البحر لن يعلمك السباحة لأن الاشتباك مع الآخرين هو الذي يجعل لدنياك معنى .

السلبية وانعدام الصراعات تخلق داخلك إنسانا خانعا مستسلما لكل شيء . فكيف ترى حولك الصراعات في كل الساحات وتظل أنت في مكانك تشاهد وتراقب على بعد دون أدنى رد فعل .

يجب أن يكون لك رأي ووجهة واضحة حتى تصل إلى ما تريد . وإلا فكيف يمكنك أن تصل إلى هدفك في الحياة.

في الحقيقة المسألة ليست يسيرة لأن العامة بشهادة المؤرخين يسيرون مع الأمواج لأن ذلك لن يكلفهم مشقة كبيرة. ولكن الخاصة اختارت أن تقف ضد الأمواج ربما يكون بعض من الخاصة فعلوا ذلك رغبة في الشهرة وإدعاء البطولة ولكن المؤكد أن البعض الآخر اختار أن يسير ضد التيار لأنه مؤمن تماما بأن ذلك هو الطريق الصحيح. وربما انتقل فريق من العامة إلى طريق الخاصة نتيجة لتغير كثير من عقائدهم الفكرية من خلال الخبرة والملاحظة . ولكن في النهاية لن يصح إلا الصحيح ولن يمحق إلا الباطل ولن يثبت إلا الحق .

تظل المسألة في إطار نظري وفلسفي بحت لعجز كثير من أهل الحق في إثبات وجهتهم ولكن المسألة في تطورها الفكري تكتسب بعدا تطبيقيا عظيما يجعل فريق كبير من العامة يتثبتون لأنهم دائما ما يلتفتون إلى النتائج المادية الملموسة . فالجوانب المعنوية لا تعنيهم وهذا لو تعلمون ليس غريبا لأن هناك فئتين من الماديين .

الفئة الأولى. فئة المؤمنين بالطبيعة والنظريات العلمية الدقيقة .

الفئة الثانية . أصحاب الثروات والأموال وكل من يسير وراءهم من العامة الذين يبحثون عن العيش والأمان .

في النهاية يجب أن نتذكر دائما أننا بشر واننا مختلفون ولسنا متساوون . فالكون يمتليء بالألوان المختلفة ولولا تناغم الألوان وتنافرها ما عرفنا جمال الطبيعة.