عندما يستحيل الهروب من الواقع الذي تعيشه عليك الهروب الى الخيال ، فانك تستطيع فعل ذلك بالنوم حيث يمكنك أن تهرب من حياتك الواقعيه ، ومسؤليتك اتجاه من هم بحاجة اليك فقط في الأحلام حيث يمكنك بناء حياة جميلة في خيالك الواضح وتعيش مع من تختارهم من إناس رائعين .

النوم سلطان لا نستطيع إنكار ذلك لكن الهروب بالنوم يعد كارثة تودي للهلاك . كثيرا ما كانت الحيرة تصيبنا عندما كنا في مرحلة الثانوية العامة لأننا نصاب بعجز مؤقت عن مواصلة الاستذكار حيث نشعر برغبة دائمة في النوم والتثاؤب باستمرار كأننا لم نذق النوم منذ شهور.

هذه الحالة التي تنتاب فئة محددة من الناس يحللها الطب النفسي بأنها حالة من الهروب الذي يصيب الانسان نتيجة تراكم المسؤوليات وإذا كانت المسألة تنتشر في مرحلة الثانوية العامة فإن ما يثير التساؤلات والتعجب أن يصاب بها البعض في مراحل عمرية أخرى لا ترتبط بالدراسة ولا ترتبط بأعمال محددة .

 وقد فسرها الباحثين بأن ذلك يرتبط بكل المسؤوليات فعندما تتعدد الواجبات والمسؤوليات وتختلف بحسب الكم والكيفية . فإن هناك تناسب طردي فكلما زادت أهمية الأعمال  زاد الهروب وكلما قلت الأهمية والكيفية قل الهروب بل وينعدم حتى لو زادت كمية الأعمال .

أساتذة الطب النفسي ينصحون الطلاب في مرحلة الثانوية العامة بأن يستذكروا الدروس في حجرات مستقلة عن حجرة النوم . بمعنى أن تكون الغرفة خالية من أسرة النوم أو الأريكة التي يمكن أن تجعل الطلبة يفكرون في النوم ، أما المرضى النفسيين الذين يعانون من حالة الهروب في المراحل العمرية المختلفة إزاء المهام الثقيلة والأعمال المجهدة فإن المسألة تعد مدمرة لأنها ليست مجرد مرحلة قصيرة وتمر ولكنها تصاحب الشخص في مراحل العمر المختلفة كلما واجهته أعباء ومشكلات ثقيلة إلى حد ما والكارثة هنا تكمن في الأذى الذي يلحقه بنفسه باستسلامه للنوم وانعدام إرادته في مواجهة ذلك الكابوس .

الخوف والأعمال الثقيلة تعد السبب الرئيسي للهروب بالنوم وهي حالة مرضية لآ إرادية تجعل الشخص يتثاءب كثيرا ويغلق عينه رويدا رويدا حتى يخلد إلى النوم غصبا عنه . ويعتقد بعض الأفراد المصابين بتلك الحالة أن المسألة بسيطة وأن تناول المكيفات (القهوة والشاي بكم اكبر) يكون السبيل الوحيد لحل تلك المعضلة ،ولكن المفاجأة أن تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين يجعله ينام مباشرة وبشكل أكثر مما كان عليه الحال قبل تناولها .

يعد الهروب بالنوم أو (تخدير العقل الباطن) هو أحد الأمراض النفسية الخطيرة التي يمكن أن تتسبب في تدمير الإنسان وعجز وظائف المخ واختلال الأعصاب.

إن الهروب للنوم يخلق السوداوية،الكسل ،الاكتئاب ،القلق والبكاء بعد الإفاقة من النوم حين تذكر المشكلة أو الموقف أو الصدمة أو غيرها، لذلك يجب أن تعرف أن البداية هي اليقين والإيمان بالله حيث أن الصلاة تعتبر نصف العلاج وقد أكد على ذلك كثير من أطباء النفس وعلماء الاجتماع حيث ينصح الطبيب النفسي مرضى الاكتئاب بوجوب المواظبة على الصلاة حتى يكون العلاج الكيميائي فعال .

إن الهروب بالنوم بصبب غالبا الأشخاص الذين يفكرون بشكل عميق حيث يؤدي التفكير الزائد إلى اضطرابات نفسية وجسدية، بما فيها أمراض السكري والضغط وقلة تقدير الذات، والشعور بالدونية وقلة الثقة بالنفس، وقد يفقد الإنسان حينها كل المواهب الرياضية أو القراءة أو العلاقات الاجتماعية أو الأسرية، فقد يضيع جمال اللحظة وأهم الأوقات حتى يخلد إلى النوم الذي يعتبره العلاج الأخير،

وتأسيسا على ما سبق ذكره ، فإنك يجب أن تعترف أولا انك تعاني من مشكلة ويجب مواجهة نفسك بكل وضوح .

ثانيا :يجب أن تعرف أن هناك مؤثر هام جدا لا تراه بالعين المجردة يكمن داخل عقلك ونفسك يسمى العقل الباطن(المخدر الرئيسي) . هذا العقل الباطن يتم انذاره وارسال إشارات إليه من العقل بثمة وجود جبال من المسؤوليات لم ولن يتحملها الجسد ولا النفس ولهذا يجب الفرار بسرعة قبل الهلاك .

ثالثا : وجوب تخفيف الضغوط بالابتعاد مؤقتا عن الأماكن المعتادة والذهاب إلى أماكن غير معتادة مثل الحدائق والمتنزهات القريبة من الأنهار حتى يشعر العقل بأنه في عطلة فيرسل رسالة للعقل الباطن مفادها انتهاء الواجبات وانعدام المسئولية ومن ثم فإن الوعاء تم افراغه وهو على استعداد لأن يمتليء مرة أخرى بالمسؤوليات.

في نهاية الأمر يبرز لنا في ذلك الأمر أن الإيمان واليقين بالله هو المخرج من كل خلل نفسي . والعلاج الفعال للأمراض العضوية والنفسية.