لا يهم مدى كفاءتك ككاتب، فالكلمات الأولى التي تضعها على الصفحة هي مسودة أولى.
هاري غوينيس – جريدة نيويورك تايمز
العديد من الناس يخشون البداية، لايعلمون أنه كما قلت يستغرق كتابة كتاب واحد ذو فائدة من الشخص الكثير من الوقت، حتى المنشور يأخذ الكثير في تعديله وتدقيقه، لذا أحاول توجيه الرسالة للأشخاص بأن يبدءوا عما يأجلونه فالبدايات ستتحول لمسودات حتى يصلوا للنتيجة النهائية التى ستخرج للنور، لذا هل ترى أن الكثير سيقتنع بهذه الجملة، أم سيرونها جملة غير واقعية؟
في رأيي الشخصي، هناك مرحلة أساسية تسبق المسودة وكتابة الكلمات الأولى، ألا وهي البحث والقراءة المكثفة والاطلاع على كل ما تستطيع الوصول إليه من كتب ووثائقيات ومجلات وأفلام وصحف، كل شيء! والسبب بسيط جدًا ما أدخلته إلى عقلك، سيتحول مع الوقت إلى كلمات وأفكار في اللاوعي تجدها فجأة تظهر وأنت تكتب، وربما أنت لا تعلم حقًا كيف أتتك هذه الفكرة تحديدًا أو من أين لك تلك المفاهيم والمعاني الصعبة وكيف وظفتها في كتاباتك، أنا هنا أتحدث من تجربتي الشخصية، ولا أظن أنني كنت لأستطيع الكتابة دون الاستثمار في القراءة اولًا، وخصوصًا أنني لم أكن ضمن الموهوبين منذا الصغر أو ما شابه في هذا المجال.
على فكرة، من أصعب مراحل الكتابة بالنسبة لي وللكثير من الكتاب، كتابة المقدمة. فالانطلاق بأي أمر يكون غالبا من أصعب الخطوات وعندما ينطلق يصبح ما يليه أسهل ونصبح أكثر قدرة على السيطرة على باقي أجزائه. ومن هذا المنطلق فإنني أعتمد عدة آليات للعصف الذهني من أجل كتابة مقدمة جذابة وملفتة. وتشمل هذه الآليات ما نسميه بالإنكليزية: free writing, clustering, and listing.
ينعتني الكثير بالموهوب في الكتابة حتى أنني بدأت أقتنع بقولهم ولكن أجد نفسي في بعض الأحيان من كتابة بعض الجمل التي تعبر عن الكم الهائل من الجمل المتسارعة في عقلي ، وكأني أتمنى أن يتحول القلمل لقارئ أفكار يفرغ ما في داخلي دفعة واحدة ، نعم الكتابة رغم سهولتها ولكنها تتحول في بعض الأحيان لشيء صعب للغاية .
التعليقات