قيمة الكاتب مسعى يلازمه لتحقيقه عبر عدد الأحرف والأحاسيس التي يشاركها مع قراءه، وما يجعل الكاتب يحظى بهذه القيمة ذلك عن طريق المزايا والصفات التي تتوفر لديه هي ما تجعله مرغوبا بينهم ومحبوبا لديهم، وقد يدفعهم ذلك لحد مشاركة اقتباساته وتداول مقولاته، وهذه القيمة قد تختلف بحسب الظرف وطبيعة الموضوع، ولملامسة الكاتب لها قد يعتبرها غايات وأهدافاً تعمل على تحفيزه ودفعه لتطوير لمحتواه وتحسين من رصيده اللغوي.

 لكن الأديب والناقد المصري طه حسين الملقب بعميد الأدب العربي، له رأي مخالف بمقولة: " ما قيمة الكاتب إذا لم يغضب قراءه؟".

هذه المقولة قادتني لمدلول بأن الكاتب عبر عدد الأحرف التي يرسمها بين الأسطر، وعن طريق الموضوع الذي يتناوله يسعى الى خلق التفاعلية عبر إثارة القارئ بأمورٍ تخصه محاولا جذبه، لذلك بعد القراءة المعمقة للمقولة قد أدركت بأن الكاتب طه حسين لم يقصد إغضاب القارئ بالمفهوم السطحي، وإنما قيمة الحقيقية للكاتب تظهر عبر خلق رابطة مشتركة مع القارئ، عدد التساؤلات والقصص التي يعبر عنها الكاتب هي من تدفع به الى إتمام قراءته لفهم ما كان يرمي إليه.

لكن من ناحية أخرى، عندما نشهد بعض العناوين المفرغة من قيمة للمضمون، أو حتى تلك المواضيع التي تخرقُ قيم المجتمع وثقافته بالتطرق لأحد الطابوهات فهي لا تكسب الكاتب قيمة بالرغم من أنه نجح في إغضاب القراء وحقق النشر الواسع لتداول مضمونه.

ومع كل ذلك، أرى بأن الكاتب الحقيقي الذي يكتسب هيبة أمام قراءه يتحقق بطرحه الموضوعي ما يجعلهم يلامسون واقعيته، عندما يمرر له رسالة فهو يتحدث من صميم التجربة، ومهما سعى الكاتب الى سير وراء تحقيق هذه القيمة، إلا أنها تأتي من تلقاء نفسها، فاحترام الأخرين يتولد عبر التصرفات السليمة التي رأوها منه وليس مجرد اقاويلٍ فقط.

وماذا عنك، هل تؤيد ما قاله الكاتب طه حسين؟ وما أبرز الأمور التي تراها تجعل الكاتب يكتسب قيمة أمام قراءه؟