وأقولُ في حضرةِ الميلادِ لقد حملتُ همَّك كأنَّما أردتُ أن أسجَّل حضوركَ في كل عامٍ أردتُ أن يستريح كفنك المؤجّل أنِّي قد حظيتُ بنجاةٍ جديدةٍ

من الموت

من النسيان

من العدمِ

وأنّي هُنا اليوم لأحصي أكثر مما فقدت

وأن أفقد كل ما أحصيتْ.

تُولدُ أشياءنا قبلنا 

اسمائنا التي اقترعوا لها أهالينا

ملابسنا ورائحة الانتظار التي سكنتها

و صور خيالات أمهاتنا لنا في الدّار

نحبو ثم نسقطُ

ونكملُ الخُطى

ندهسُ الطعامَ

نعضُّ على ألعابِ الليغو

نرجدُ الهاتفَ أرضًا 

ونمشي نحو الشَّارعِ

ولا شيء يُحرَّكُ غريزةُ هذا الطفل سِوى الفُضول

لأنَّ عقلَه في غيبوبةِ الإِدراكِ لم يستفقْ بعد

وها نحن قد كبرنا أخيرًا 

وأشكُّ أن لكلِّ واحدٍ منَّا شارعًا لا يزالُ يرمي نفسه عليهِ بدافع فضولهِ برغمِ أن إدراكهُ شديد التيقّظِ.