قبل سنوات كنت بصدد المشاركة في مسابقة أدبية، حضرت نفسي جيدا لما أكملت روايتي التي علقت آمالا أنها ستنافس حقا، أيام قليلة قبل اكتمال آجال استقبال المشاركات وإذا بالهاتف –وهو أداة التخزين الوحيدة آنذاك- يتعرض للسرقة، فضاعت يومها روايتي ومعها الفرصة في المشاركة، أقصد إن بقي في يدي يومان حتما لن أحرر الرواية كاملة خلالها !
بعد سنوات لاحقة تعاقدت مع إحدى دور النشر الناشئة، وجدت في عروضهم -التي لا تتطلب دفع كثير من المال للطباعة والتسويق-فرصة لإعادة بعث روايتي ونشرها للعلن، فتم ذلك حقا، وأعدت تأليف الرواية بقناعة أنها أفضل حتى من النسخة الضائعة..
المفاجأة أنه خلال الأشهر القليلة اللاحقة، أوصدت دار النشر مقرها، وأقفلت كل حسابات التواصل والأرقام التابعة لها..، بعد انقضاء مهلة حسن الظن أدركت أني وقعت في الكابوس الدائم للكُتّاب، أو ما يعرف بالسرقة والاحتيال ! فدار النشر بعد أن استعلمت لأجل رفع دعوى ضدهم، تبين أنها تختبئ وراء ثغرة قانونية عبر "إعلان إفلاسها" مما يجعلها "محمية والدعاوى القضائية"..
لعل كوني حديث العهد في التأليف هو ما جعلني أقع في هذا الفخ، غير أني لحسن الحظ كنت قد وثقت الملكية الفكرية مما يجعل الاستيلاء على الرواية ونسبها لغير مؤلفها مستحيلا، وهذه الخطوة –رغم كونها من محاسن الصدف ليس إلا- جعلتني أؤمن أن توثيق الملكية الفكرية هو أول ما على الكاتب القيام به احتياطًا.
هل ترون إجراءات أخرى يجب على الكاتب القيام بها كي لا يتعرض للسرقة أو الاحتيال؟
التعليقات