أخشى من أن أفقد وظيفتي ككاتب سيناريو، هل أنا محق في تخوفي؟

أسأل إلى أي حد يجب أن أكون كفوءاً؟ برأيك هل سأفقد وظيفتي ككاتب سيناريو مستقبلاً وفقاً لكلامي وللحاصل فعلاً؟ وإن كان كذلك، بماذا تنصحني أن أفعل؟ هل هنالك خيارات يمكنني اللجوء إليها وتجنب الوقوف في طابور العاطلين عن العمل؟

كلنا نعاني من هذا التفكير خاصة مع التطور السريع، لكن كتبت جملة لفت انتباهي واعتبرها الحل الذي يمكننا التركيز عليه وربما نتغلب على الذكاء الاصطناعي فيه،

الذكاء الاصطناعي غير قادر بعد على فهم الفروق الدقيقة في سرد القصص البشرية بين الحدث والعاطفة وهو أمر ضروري لإنشاء أفلام جذابة لا تنسى.

الترابطات العاطفية خاصة بالبشر ولا يمكن لربوت او ىلة انتاجها، يمكننا الاستعانة بالتقنية للحصول على الأفكار الرئيسية ونعمل على تصحيح المواقف التي تحتاج لعاطفة ومشاعر، سنقلل الوقت ونخرج بنتيجة جيدة.

أخشى من أن أفقد وظيفتي ككاتب سيناريو،

أمر آخر، حتى الذكاء الاصطناعي ليعطيك نتيجة جيدة لا بد أن تكون المخلات جيدة، من يعرف مدخلالت المجال والكلمات المفتاحية للمجال إلا الممارس للمجال، يعني أدوات الذكاء الاصطناعي ستكون عونا لنا أكثر منها خطر علينا، كذلك صاحب المشروع حتى وان كان بامكان الاعتماد على هذه الأدوات سيحتاج خبرة لتدقيق النتيجة التي أعطاها له الروبت، وسيحتاج تلم طريقة المتابعة وغيرها من الأمور التي تحتاج الجنس البشري، لا يمكنه أن يتكفل لوحده بكل المجريات في المشروع.

أختلف معك كلية صديقي ضياء في أمر تخوفك هذا، فالأعمال الفنية الإبداعية لا يمكن المساس بها مطلقاً بأي وسيلة إلكترونية أو تقنية حديثة، فالذكاء الاصطناعي بالكاد يقوم بإعادة صياغة معلومات موجودة مسبقاً ولا يخترعها أو يبدعها، فبالتالي لا مجال لاستخدامه في الأعمال الإبداعية إلا بأفكار موجودة مسبقاً وهو يقوم بتغيير بعض المتغيرات فيها، ولكن لا يمكنه كتابة إبداع جديد من الصفر.

أيضاً الأمر الهام وهو الذي ذكرته مريم، وهو أنه من أجل أن يعطيك الذكاء الاصطناعي أية نتائج جيدة في أي مجال غير إبداعي، يجب أن تكون المدخلات دقيقة وذات ارتباط وثيق بالمجال، وهذا لا يمكن أن يقوم به إلا أشخاص من المجال نفسه، وبالتالي فهو فعلاً سيكون أداة مساعدة لك وليس بديلاً عنك يا صديقي!

أكثر ما يخيف بالأمر أننا نسع إلى خلق إجابات قد تكون جميعها غير صحيحة لما يمكن أن يحدث في المستقبل. فالذكاء الصناعي وحش يقتات على ما تبقى من مجالات بشرية فيغزوها ويعمل عليها بدون أي اعتبار لمصلحة البشر. ولكن لا أعلم، لما يعمل الذكاء الصناعي دائما بفرض نفسه بصورة ضبابية وغير واضحة على أنه كما الأطعمة السريعة يغني ويسمن من جوع ولكنه غير صحي. فهو يفيد في الضرورة والحالات القصوى إلا أنه لا يجب أن يكون استراتيجية العمل لكل يوم. فأنا أجد أن الأعمال تختلف في صلبها حينمها تنجز من خلال آلة صماء أو من خلال أياد بشرية مليئة بالحياة. فالإبداع والابتكار سمة بشرية لا يمكن أبدا أن تمتلكها الآلة إلا أن امتلكت الحياة يوما وهو ما لا يمكن ان يحصل. ولذلك فإن جل ما يمكن القيام به في هذه الحالة البقاء على اطلاع دقيق على جميع التطورات الحاصلة في الجانب الفني واكتساب المهارات الحديثة التي تبقيكم كما يقال Up To Date. وأما الباقي فهو مرتبط بما يمكن أن يحدث مستقبلا. فجميع المهام وبدون استثناء اليوم معرضة لخطر زوالها وهو ما يطرح السؤال الآتي " ما هو الحد الذي سيصل له التقدم التكنولوجي"؟