في هذه الحياة، كل منا لديه قدوة حسنة متأثر بمنهجها وقد يحلم للوصول لما حققته، سواء كانت هذه القدوة من دائرتنا الصغيرة أو يتم تعرف عليها نتيجة متابعتنا لها عبر محركات البحث، من يكون قدوتك في هذه الحياة؟ باستثناء أولئك الذين سيخبروننا بأنهم لا يملكون قدوة يتبعونها غير أنفسهم، والحقيقة لا يمكن أن يحدث ذلك إطلاقا حتى لو تعلق ذلك بالفترة الآنية فقط، سيجدون أنفسهم في فترة من فترة العمرية خصوصا في مرحلة الشباب يطمحون للكثير من الأهداف ويتحفزون أكثر عندما يجد أشخاص سبقوه في ذلك المجال.
مجال الكتابة هو الآخر كأي المجال الأخرى، قد نجد فيها العديد من النماذج القيمة التي تستحق أن نستلهم منها كل ما هو نافع ومفيد لنا، وقد تكون هذه النماذج هي من حفزتنا أكثر للكتابة ومنها من جعلنا نكتشف ميولاتنا لمجالات محددة ومنها من أكسبنا دروسا في اللغة وأساسياتها نعتمد عليها كي لا نقع في دوامة الأخطاء والعبارات الركيكة.
لعل من بين نماذج هي:
1- النموذج الأول: هو حوصلة ما درسته في المدارس وكليات الجامعة من طرف معلمي اللغة العربية لاكتسابك قواعد اللغة ونظمها، ومعلمي من مقاييس مختلفة الذين زودوك بكافة المعارف لمواضيع زاد حبك لها عند سماعها وفضولك للقراءة عنها وبعده الكتابة حولها.
2- النموذج الثاني: هو نقيض الأسلوب الأول، إذ إن ما تكتبه الآن جاء نتيجة استفادتك لما تعلمته من الشعراء والأدباء، ومجمل الكلمات الإيحائية والصور البلاغية التي توظفها في كتابتها قد تعودت على قراءتها من كاتبك المفضل.
ولكن لا يمكن أن ننكر الدور الذي يؤديه النموذج الأول، لكونه ساهم في تكوين قاعدة لغوية في مراحلنا الأولى لتعلم الكتابة، ومن ناحية أخرى قد نجد بأن العديد من الأشخاص ممن كانوا مولعين كثيرا بمجال الأدبي ولكن بعض الدروس الجافة والأفكار الجامدة التي تلقونها في مقياس اللغة العربية هي من جعلتهم ينفرون منها.
3- النموذج الثالث: يأتي هذا الأخير بعد تجربة طويلة في مجال الكتابة، أي نموذجك أنت ( ستسلك الخاص في الكتابة) دون تقليد أو سرقة أدبية، هذا النموذج يأتي نتيجة القراءات المتواصلة والهادفة والتدريب الشخصي لتحسين في توظيف العبارات وإيحاء في المعنى، ومع مرور الوقت تظهر بصمتك التي تميزك عن بقية اَلْكِتَاب ما يجعل قرائك يتمكنون من معرفتك بعد الجمل الأولى التي يقرؤونها لك.
وقد لا أعيب على النموذج الأول والثاني، في غالبيتنا انطلق منه، ولكن إذا تعدى الكتاب في مجال الكتابة أكثر من 4 سنوات يصبح من الضروري أن يخلق نموذج الخاص خصوصا إذا كان يملك قاعدة جماهيرية واسعة تقرأ له، بالتأكيد سيصبح كل ما يقوله مخلدا وذا أثر يتداوله العامة، لذلك من الأفضل أن يكون ما يعبر عنه من اجتهاده الخاص يظهر نظرته وتحليله للحياة.
حتى أولئك الأدباء الذين خلدهم التاريخ لو لم يكتبوا لما عرفنا عنهم شيئا، لذلك الكتابة تضمن لك حياة في الدنيا وحياة أخرى بعد مماتك، ولعل الكاتب أكد على ذلك حين سئل: ما الذي أبقاك حياً؟ قال: الكتابة!! وهي مقامة الموت والنسيان.
وعليه، الأفضل أن يُخلد الكاتب بنموذجه الخاص على أن تكون كلماته تسوق لجل الكُتاب عادى نفسه.
وأنت، ما نموذجك المفضل أثناء الكتابة؟ وما هو أكثر نموذج له الفضل لما أنت عليه الآن؟
التعليقات