لا يمكننا أن ننكر أنّ الكاتب يمرّ بمرحلة تكون فيها كتاباته شبيهة لكتابات كاتبه المفضل، لا أعني بذلك أنّها سرقة أو تقليد وإنّما يحدث ذلك حتى دون وعي من الكاتب نفسه.

هذه المرحلة لابدّ منها لكل كاتب هاوي[ الهاوي هو كل شخص في بداياته في ممارسة شيء ما دون أساس وخبرة، الكلمة ليست انتقاصا].

ما رأيكم في مصطلح الكاتب الهاوي؟ ألا تعتقدون أنّ هناك كاتب، ولا كاتب ولا يوجد ما بينهما؟

تكون المحاكاة في هذه المرحلة بمثابة عكّاز يرتقز عليها الكاتب وحسب، وإن لم يحدد ميعاد فطامه فهو متجه نحو فشل ذريع لا محالة.

كلما كان صديقنا الكاتب واعيا بهذه المرحلة، كلما كان تجاوزه لها أسرع، توصي الكاتبة دروثي براندي بتمرين في غاية الروعة، يساعد الكاتب في تجاوز مرحلة المحاكاة ويتمثل التمرين في: 

الكتابة الصباحية وهي أن نكتب أول ما نفتح أعيننا ونحن نصف نائمين، نكتب أي شيء سواء عن موقف في يومنا السابق حلمنا… أيا كان المهم أن نكتب، ونداوم على هذا التمرين لمدة من الزمن]

تتلخص فائدة التمرين في إيجاد صوتنا الحقيقي، أو منبع الأصالة فينا، والحكمة من الكتابة قبل الحديث مع أي شخص، وقبل القراءة في أي كتاب، حتى لا نحاكي أسلوب أحد ولا نأخذ من ألفاظه ولغته، وإنما نعتمد فقط على قاموسنا وحصيلتنا اللغوية الخاصة.

هذا التمرين سيوصلنا إلى صوتنا الحقيقي ونبع أصالتنا الصادق ويجعلنا غزيري الإنتاج أيضا.

هل أجد بينكم من ينضمّ إليّ ونبدأ في تطبيقه لفترة من الزمن؟ 

حين نجد النبع الصافي لأصالتنا، تصبح كتاباتنا أكثر صدقا وتكون شبيهة لنا ولا يمكن أن تتكرر في أيّ كتابٍ آخر.

هل مررتم بفترة محاكاة أسلوب كاتب آخر؟ وكيف تجاوزتم ذلك؟