في الحقيقة لا أدر كيف أقولها

لكن دعني أقول ..لا أدر ما الفائدة من تمنينا أن نكبر بسرعة أو بالأحرى لم كنا نستعجل أنفسنا بأن نكبر وننمو بسرعة حين كنا صغارا!

لربما كان تفكيرنا يقودنا الى هذا:

حين نكبر سننام متى ما أردنا ولن نغفو باكرا

حين نكبر ستتحقق أحلامنا

حين نكبر سنصبح سعداء أكثر

مستقلين

الأحلام تنتظرنا فلذا نتمنى أن نكبر ونكبر بسرعة

ولن نضطر الى حل الواجب المدرسي

هذا كان تفكيرنا ولكننا لم ندر آنذاك ولم نكن ندرك أننا حين نكبر :

سنتمنى النوم بدل أن نجبر عليه ونكرهه; لأن الأرق أخذ نصيبه منا ولربما أخذ كل ما فينا واستحكمت قبضته عيوننا فلم تعد تعرف النوم , تبحث عن كل السبل الممكنة وتجرب ألف وصفة لعلها تنام ..لعلها ترشد الى طريق الخلاص الى الجواب الذي تريده ..النوم!

لم ندرك بان الأحلام التي اعتنينا بها وسقيناها أملا في طفولتنا قد كبرت معنا لكنها خذلتنا في نهاية المطاف ولم تستطع الانتظار وتململت فذهبت سريعا قبل حتى أن نصلها !

حين نكبر سنصبح سعداء أكثر!..لعل هذا أكثر قول سخيف قد رأيته ..يترآى في عيني طفل يقول ذلك فأتذكر ذلك الطفل في داخلي وكم عانى مع هذه المقولة.. كم كان سخيفا .. تسقط دمعة خفية من عيني لا يراها الا ذلك الطفل وأنا ..أخاف من أن أخيب آمال الصغار وأكسر أحلامهم ان قلت ما في نفسي وما في جعبتي .. فها أنا كبرت فأين السعادة من كل هذا؟ أأنا الأعمى الذي لا يبصر ليراها أم أنها شيء مزيف كاذب ,وليتني كنت أنا الاعمى بدل أن هي الشيء الزائف ..

حين نكبر سنصبح مستقلين .رغم تمني هذا اشتقت الى من يحضر لي الألعاب واشتقت لمن يمسح رأسي ويخفف مشقة العمل.. لو أعود طفلا , لكن الآن أدركت كم كان أبي رجلا عظيما والى الآن لا أدر كيف استطاع أن يعيش مع كل هذا ..كان رجلا عظيما بحق وشجاعا رغم كل المصاعب

الواجب المدرسي أتمنى عودته الآن .. يا ليته يعود ..وكيف ينقلب الحال مع الزمان ..ها هو انقلب , يا ليت أكبر هم لي هو حل الوظيفة والامتحان على ورق , أو هم بقدر هم حصة الرياضيات , ليت كل هذا يعود وأعود طالبا خلف الدرج ماسكا حقيبته , لو كنت أعلم أن كل هذا سيحصل لكنت درست بجد واستمتاع أكثر ولم أكن لأدرج كلمة من كلمات الملل في قاموس كلماتي ..كنت حذفتها جميعا!

ليتني أعود ويعود ذلك الطفل سعيدا

خاطره كتبتها ..طبعا أكيد فيها مبالغه ممكن بس هي مجرد خاطره ..لكنها تجسد بععض الأمور في حياتنا..شكرا للقراءة