الإنسان بطبيعته الفطرية يبحث على الإنفراد والتميز، ولو كان ذلك في سبيل تضحياته و على حساب صحته العقلية والجسدية أيضا، فنجده يتصنع في بعض المرات مخفيا حقيقته خوفا من عدم تقبل الأخر له، فتركيبة البشرية هكذا، كلنا نريد المثالية والإختلاف الذي يجعل منا مميزين في المجالات التي نعمل فيها ، لذلك كل كاتب يرغب في أن يظهر مختلفا ومميزا ، لو قمنا بإستطلاع بسيط حول مقاطع الفيديو الموجودة في وسائط الميديا المختلفة أو المقالات التي تتحدث كيف بإمكان أي كاتب أو صانع محتوى أن يزيد عدد متابعيه وقراءه، لأدركنا حجم إقبال هذه الأطراف في معرفة السر الذي يخلق الإختلاف للفت إنتباه جمهور القراء المستهدفين والمحتملين على حد سواء.

لكن توجد مسألة أثارت إنتباهنا عندما مررنا على مقولة: "يجذبنا الغموض والإختلاف أكثر ما يجذبنا الوضوح"، لكن أهذا ينطبق علينا ككتاب؟ أنريد أن نظهر أمام قراءنا بشكل غامض يثير ملكة الفضول لديهم، أم الوضوح أمامهم هو ما يسمح بتوطيد تلك الصلة التي تجمعنا بيهم. بالرغم من أن الوضوح والغموض بإمكانهما أن يحققها الإختلاف الذي يبحث عنه الكاتب.

ومع ذلك توجد بعض الأمور نراها تساهم في جعل كتابتنا تظهر بشكل مميز ومختلف عن الأخرين:

  • منهجية الكتابة بإمكانها خلق الإختلاف، زاوية المعالجة وتسلسل في سرد الأحداث. 
  • حسن توظيف المصادر والإقتباسات.
  • لفت الإنتباه من خلال إثارة التشويق.
  • رصيد لغوي متين يسمح بتلاعب بالكلمات لتحقيق عمق الدلالة 
  • العمل على إبراز شخصية الكاتب بين الأسطر بعيدا عن التصنع.
  • الإتزان في الطرح والبساطة الممزوجة بين الوضوح والغموض.
  • وأهم عنصر هو الصدق فيما نكتب بعيدا عن إنسياق وراء المثالية المصطنعة، و إدراك الدور الفعال الذي يمكن أن يحققه صاحب القلم والكلمة في التأثير على القراء في تبني أفكاره، وكذا المسؤولية الرسالة التي يحملها على عاتقه. 

ككاتب هل تعتبر مسألة الإختلاف مهمة؟ و ماهي الميزة التي تختص بك سواء كانت من الميزات المذكورة أو الغير مذكورة،تجعل كتاباتك مختلفة عن الآخرين؟ أو بمعنى أخر ما الذي يميز كتابتك؟