اين الابتسامة

إن من أهم مقاصد الشياطين بالفعل هو زرع الحزن والضيق في قلوب الناس، لأن ذلك يسهل كثيراً عليهم إيقاعهم في المعاصي وإبعادهم عن طريق الله، والسعادة الحقيقية في القرب من الله والأنس به والامتثال لأوامره وامتلاء القلب بالإيمان واليقين.

والسعادة هي ما تجعل الإنسان يعيش حياة مستقرة هانئة، ولأجلها قد يضحي الإنسان بالمال والجهد والوقت.

وبرأيي فإن من أفضل الناس وأقواهم وأطيبهم خلقاً ونضجاً هو من يستطيع رسم الابتسامة وإعطاء الأمل للآخرين رغم كل الصعاب، رغم كل ما يمكن أن يعانيه من داخله، فإنه يزرع ابتسامة لعلها تساعد يائساً أو تفرح مسكيناً أو تجبر بخاطر حزين، فيردها الله إليه أضعافاً مضاعفة من السعادة والرضا.

وأقولها لكل من يقرأ هذه الكلمات وفي هذا الزمن الصعب حاول أن تكون باعثاً للسعادة قدر ما أمكنك، فهي من أنواع التجارة الرابحة التي إذا بذلت منها القليل عاد إليك الكثير.

وأسأل الله لكم السعادة وراحة البال.

في ظني أن أن من يحتاج الابتسامة هو الشخص المتعب، ليس من يتعاملون معه .. فمعلوم أنه ليست كل الأوقات صالحة للضحك، وهناك أوقات تعصف بقلوبنا فلا نتكمن من تبادل البسمة .. ولكن صدقًا، الابتسامة لها أثر السحر على الشخص نفسه الذي يبتسم، التبسم وبشاشة الوجه والتعامل بهدوء والظهور كأنه ليس لدينا أي مشاكل، دون أن نبدي صراعتنا الدخلية ودون أن يدري أحد بما يدور في أذهاننا هو الانتصار الحقيقي ..

هناك صراعات ومشاكل لن يدري بها أحد وليس لنا أن نكون كثيري الشكوى لأن الناس لا يحبون ذلك، ولكن ذلك لا يُعني ألا نتكلم وأن نكتم أحزاننا بين صدورنا .. بل يجب علينا أن نتحدث إلى من نثق أنهم ملاذنا الآمن من البشر، نخبرهم أننا خائفين، نخبرهم أننا قد فاض بنا أحيانًا، لا بد من ذلك حتى لا ننفجر، سنكون في أشد الحاجة إلى سماع كلمات الدعم منهم .. وطبعًا وجب علينا أن نظهر كامل ضعفنا أمام الله وحده .. وما إن ينتهي تضرعنا، فليس لنا إلا أن نظهر ثابتين، لا يدري أحد بمشاكلنا، تعلونا الابتسامة، ويكسونا الوقار والقوة، هكذا يكون الانتصار.

وهو يستطيع أن يصنعها فقط قليل من الحب ممن حولك شعور بالأمان والطمأنينة و الدفء كفيل بأن يغير الإنسان و يجعله سعيد...

في الواقع الأمر ليس بهذه السهولة فأغلبنا لديه شعور دائم بعدم الطمأنينة أو ما يسميه علماء النفس بـ"Insecurities" ولا يختفي هذا الشعور إلا بوجود من يحبه بشكل غير مشروط، أصبح ذلك في منتهي الصعوبة في ظل العلاقات التي نراها في يومنا هذا وكم المشاكل التي تحدث وانعدام التضحية في كثير من الأحيان والتعامل بإستهتار بمشاعر أحد الطرفين ولذلك تقتنص الشياطين هذه الفرصة وتأخذ أهم ما يمكله هؤلاء الأشخاص وهي السعادة لذلك يدخل في مرحلة انتقالية من الإكتئاب أو الحزن الشديد ويصبح هائمًا للبحث عن طريق سعادة جديد ولا يستطيع إيجاده بالرغم من تواجده أمامنا طوال الوقت .. الطريق هو اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى فإذا أمعنت النظر ستجد أنه يقبلنا في كل الأحوال والأشكال والهيئات ويستمع إلينا في صورة دائمة خمس مرات يوميًا ولكننا المقصرون بعدم الذهاب إليه والإنخداع بالعلاقات مع البشر والتي تودي بنا إلى الطريق الأصعب في نهاية المطاف.