كثيراً ما نخلط بين ما نكتب وما نقول حيث تعودنا على قاعدة مهمة تقول بأن "الكاتب الجيد هو الذي يكتب كما يتحدث".
فما الذى ينبغى أن يُقال؟ وما الذى ينبغى أن يُكتب؟ ومتى؟ ولماذا؟
أسئلة كثيرة تحتاج لإجابة للتمييز بين ما يجب قوله وكتابته، ولكى يكون لكل مقام مقال ولكل أجلٍ كتاب.
برأيى ما يحدد حدود الكاتب بحيث يعرف متى يمكن أن يتحدث فى موضوع معين دون أن يكتب عنه أو العكس هو الحدود التى يضعها هو لنفسه فلا حدود جغرافية أو اجتماعية أو مجتمعية أو فلسفية أو عقائدية أو علمية يمكنها الحد من خيال الكاتب ولكن ما يضعه لنفسه من حدود هو العامل الأول فى تحديد كتاباته ومقالاته.
أعجبتنى عبارة لروندا بيرن تقول فيها: "أنت مصمم مصيرك.. أنت المؤلف.. أنت كاتب القصة.. القلم بين أصابعك والمحصلة ما ستختاره أنت".
فلا حدود فى الكتابة إلا ما قد يحد به الكاتب نفسه بنفسه بحسب شخصيته وخلفيته ومجتمعه.
أما الحديث عن الحديث (القول) فهو شىء آخر، وهنا نجد أن الغريب فى الأمر هو تأثر الانسان بما يُقال أكثر بكثير مما يُكتب، ولذلك فالحدود على الكلام لا حصر لها، فالنصيحة المخلصة تقول:
"لا تتحدث فى السياسة ولا تتحدث فى الدين ولا تتحدث عن العرق ولا تتحدث عن فلان وعلان"، وهكذا تطول القائمة دون معرفة السبب.
وراء هذا التأثر الهائل بالحديث عن هذه الأمور فى حين أن الكتابة عنها قد لا تكون بمثل هذا المقدار من الأهمية!
برأيكم... ما الذى يحدد ما سنقوله وما سنكتبه؟ وهل لهذا علاقة بشخصياتنا أم بمجتمعاتنا؟
التعليقات