ما رأيكم فى تأثير الذكاء الاصطناعى على مهنة الكتابة مستقبلاً؟

يتعلق هذا الأمر بالوصف الذي قاله ستيفين هوكينغ في كتابه (التصميم العظيم)، فهو يقول "أننا محض آلات بيلوجية"، وهذا ملفت، فنحن آلات - كما تصفين - نتحرك بما يتشابه مع ملايين الخورزميات في عالم التكنولوجيا، لكن الامتداد الروحي المتعلق بالكينونة Being (الوجود) إذا ما تابعنا خط سيرها في الإنسان فسندخل في منطقة صوفية بعض الشيء، لأنها أعمق بكثير من مجرد خوارزميات تدفع بعضها وفقًا لقوانين الطبيعة، فالقوانين نفسها مشبعة بمعطيات لا متناهية في الصغر، أعني أننا لم نكتشف الإنسان بعد تمام الاكتشاف، ولم نكتشف بعد القوانين المحيطة به بالدقة التي تسمح لنا بتحديد ما إذا كان الذكاء الاصطناعي قادر على استلام الراية منه أم لا.

أخشى أن الكثير من البشر فقدوا هذا الجانب الشعورى الإنسانى الذى يميزهم عن الآلة من الناحية الواقعية، أما فى مجال الكتابة فالكاتب عليه أن يكون إنساناً فى المقام الأول حتى وإن كان آلة فعليه تعلم كيف يصبح إنساناً ليكتب ويبدع، وهنا السؤال الذى يجب لرواد الذكاء الاصطناعى الإجابة عليه: هل أنتم قادرون على تحويل الآلة لإنسان بشكل ما؟ أعتقد أن جميعنا يمكنه توقع الإجابة ولكن الأمر بالنسبة لهم أكثر تعقيداً.

خضت الإختبار علي وحصلت على العلامة الكاملة

لكن أرغب في سؤالك هل أنت تكتفي فقط على طريقة وأسلوب الكتابة في التمييز بين الإنسان والآلة في كتابة القصائد؟

لقد أخطأت فى واحدة أيضاً، رقم ٤ محيرة بشكل كبير.

على العموم أتفق معك فى كون التقدم كبير والتطور مرعب فى هذا المجال ولكن سأظل دوماً على إيمانى بأن التطور مهما اذ لم يصل لمستوى عقل الإنسان، وإن كان البعض قد اختاروا تغييب عقولهم أو على الأقل إبقائها نائمة فى سُبات طويل فهذا لا يعنى بأن العقل البشرى كله فى خطر، بل هؤلاء

أما عن المنافسة فهى شىء جيد فى رأيى وإنى لأفضل المنافسة مع تقنيات وآلات عن البشر فعلى الأقل ستحتفظ بحقوق ملكيتك الفكرية فهى لم تتعلم السرقة الأدبية بعد على حد علمى ما لم يكن هناك جديد!

وبرأيى هذا أفضل فإن كان الإنسان على علمه الضيق وإمكانياته المحدودة يفعل كل هذا ويجول مدمراً كل ما تطاله يداه فما بالنا بآلة يصنعها لتفعل ما لم يقدر على فعله من فظائع! أما من جهة التطور، فأتفق معك فى رؤية الاتحاد والاندماج الوشيك بين العقل البشرى والذكاء الآلى، ولكن ويل لهذا الإنسان الذى ملأ صفحات التاريخ بآثار طموحه الجانبية على كوكبنا، ويل له من شر الآلة الذى سيظهر كما ظهر شر المعدات فى عصر الثورة الصناعية مفجراً حربين عالميتين ودمار شامل.

الإيجابيات دوماً لا ترى وسط هذا الكم من السلبيات فى كل ما يصنعه الإنسان من تطور، وتبقى الفكرة الأولية متشابهة فى جميع السيناريوهات: بناء برج بابل الذى يصل الأرض بالسماء!

قد نتفق أو نختلف فى رؤيتنا لقيمة كتاب من صُنع آلة ولكنى أعتقد بأن هذه الرؤية من الممكن أن تتغير مع تطور هذه التكنولوجيا ومع انتشار أدواتها وإذا أصبحت أمراً واقعاً على كل كاتب قارىء أن يتقبله، كما هو الحال مع Google translate فى مجال الترجمة مثلاً ولو أن الكثيرين مازالوا يلجأون للمترجم البشرى إلا أن نسبة كبيرة جداً تعتمد عليها كأداة سهلة ومجانية ومتاحة للجميع.

فهل تعتقد أننا قد نرى أداة مماثلة فى مجال الكتابة قريباً؟

بالظبط هذا هو المنظور الواقعى للموضوع، فلا شك يجب الاستعانة بالذكاء الاصطناعى لتسهيل عمل الكاتب كأى أداة جديدة تعينه على المنافسة فى عصر جديد، ولكن تبقى اليد العليا للكاتب فى رأيى فهو المتحكم فى كيفية استخدام هذه التقنية أو غيرها وهو صاحب القرار النهائى فى الاستماع لما ستقدمه له من نصائح وارشادات.

سيكون من الجيد جداً الاستعانة بهذه الأداة التى ذكرتها فى الكتابة حقاً.

أضم صوتى لصوتك يا عزيزى فهذه البصمة البشرية تشير للخالق الأعظم ومهما ارتقى الذكاء الاصطناعى فلن يصل لهذه القدرة الإلهية التى خلقت عقل بهذه الشدة فى التعقيد والقدرة على الإبداع.

وسننتظر ونرى مع أنى لا أظن إطلاقاً أن كتاب حاسوب مبرمج سيضاهى يوماً إحدى كتب الدكتور مصطفى محمود مثلاً أو روايات الدكتور أحمد خالد توفيق أو قصص تشارلز ديكنز!