مُعظمنا يمُر بظروف صعبة تؤدى به إلى تدهور أو تأثر حالته النفسية أو الجسدية أو الاجتماعية، فيميل إلى الاكتئاب والتكاسل والعُزلة وأحياناً قد يصل إلى مراحل خطيرة من اللامُبالاة قد يكون لها أثر كبير على حياته ككُل.

لاحظت أمراً غريباً جداً، ففى الوقت الذى تتأثر فيه أعمالنا ككُتّاب بحالتنا النفسية، يخرج ممن لا يعمل في مجال الكتابة أصلاً كنتيجة لهذه الحالة.

هل تخيلت يوماً أن ينصحك طبيبك بالكتابة سواء ورقياً أو رقمياً للتخلص من مشاعرك السلبية؟

ولِم لا؟ فإن كانت الرياضة والغِناء والموسيقى تؤدى لنفس الأثر، فلماذا لا تقوم الكتابة بنفس الدور؟

ومَن مِنا لم يختبر الأثر الطيب الذى تتركه ممارسة هذا الفن فى نفسه حتى وإن كان مُتضايقاً وقت الكتابة؟

ألم تُثبت الدراسات التى أجراها عالم النفس الشهير جيمس بيكر عام ١٩٨٦ بأن الكتابة لمُدة ١٥ دقيقة يومياً ولمدة ٦ أشهر تؤثر إيجاباً على الجهاز المناعى ومشاكل التنفس والربو والصداع النصفى والتهاب المفاصل والإيدز والسرطان؟!

وسنرى أن بيكر أطلق على هذا النوع من الكتابة "الكتابة التعبيرية أو العلاجية"، فلذلك أعتقد أننا نتغافل عن مزايا الكتابة عندما نقع ضحية لصدمة أو تحدى أو صعوبات الحياة فنُهمِل الكتابة وبذلك نُهمِل العلاج الذى ينبغى أن نتلقاه فى هذا الوقت بالذات.

يُعبِّر "جيمس بيكر" عن هذا بعبارة بليغة فى كتابه "الكتابة التعبيرية - كلمات للشفاء" بقوله: (إن التعبير بالكلمات على الورق أو حتى على الكمبيوتر سحر لن يلمسه إلا مَن مارَس الكتابة مِن أجل التعافى).

وبالنسبة لكم... هل تتوقفون عن الكتابة عندما تتأثر حالتكم النفسية؟ أم تُزيدون مِنها؟ ولماذا؟