تجلس في غرفتك على مكتبك ، تقوم بفتح مستند Word فارغ على شاشة جهاز الكمبيوتر الخاص بك ، تُحدق في المستند وتسأل نفسك من أين سأبدأ ؟! وكيف أبدأ ؟! هل ما سأكتبه سيكون مقبولًا ؟! هل الكاتب الفلاني سيكتب أفضل مني ؟! تحاول كتابة جملة ثم تحذفها ! تكتب جملة أُخرى ثم تقوم بحذفها ،ثم تعود للكتابة والحذف مرارًا وتكرارًا ، فتشعر بأن الإبداع قد انقطع في لحظة ما ، مِما ينتابك الخوف و الرهبة و تخالجك مشاعر السلبية وكأنك دخلت في قوقعة إحباط لم يسبق لك دخولها منا قبل ككاتب مبدع!

ما يحصل معك يا عزيزي ليس بالشيء العادي ، إنما هي حالة يُطلق عليها متلازمة الصفحة البيضاء Blank Page Syndrom أو قفلة الكاتب Writer's Block ، ربما تتعدد الأسماء ولكنها جُلها تصبُ في معنى واحد .

لِمن لم يسمع بتلك المتلازمة هي حالة نفسية مرتبطة بالكتابة، حيث من الممكن أن يتوقف الكاتب عن البدء في الكتابة أو إنتاج عمل جديد لمدة معينة من الوقت قد تمتد الفترة لساعة أو ليوم أو لأسابيع أو حتى سنوات ربما تحدث نتيجة خوف أو قلق أو عدم وجود إلهام أو الضغط الشديد و تشتت ذهن الكاتب .حسب ويكيبيديا.

إرنست هينجواي الحائز على جائزة نوبل للأدب وكاتب الروايات والقصص القصيرة ، صاحب رواية الشيخ والبحر الشهر -فمن مِنّا لم يقرأ هذه الرواية أو حتى سمع بها -والذي نجا من الرصاص، وقام برحلة صيد للحيوانات المفترسة في أفريقيا وصارع ثورًا هائجًا في إسبانيا ، عندما تم سؤاله عن أكثر شيء يخشاه في حياته أجابهم إنها الصفحة البيضاء ياعزيزي !

من ضِمن الحلول التي قدمها بعض الكُتاب للتخلص من تلك المتلازمة ؛ أن نمنح أنفسنا حرية القفز نحو مشروعًا آخر غير المجال الذي نكتب فيه ، فمثلًا يمكننا تخيل خاطرة أو قصة قصيرة والبدء في كتابتها ، أيضًا ماذا لو أخذنا قسطًا من الراحة أو القيام بنزهة سريعة بالخارج ! ، لكن يبدو أن هناك الكثير من الحلول للتغلب على هذه المتلازمة ، لِذا إرتأيت مناقشة الأمر معكم حول حلول إضافية ، والسؤال الأهم من ذلك هل في يومًا ما شعرت بأنك تعاني من إنسداد الكتابة وفقدان الشهية نحوها؟