بالرغم من أنّ هذا الكتاب، قد تمّ إصداره في عام 2016م، إلا أنّه لم يأخذ حقه من الذكر في عالمنا العربي حتى انتشرت صورة لاعب كرة القدم المصري/ محمد صلاح، وهو يقوم بقراءته، إذ حظيت الصورة بانتشار فيروسي عبر شبكات التواصل الاجتماعية، ما استدعى الكثيرون للبحث عن ذلك الكتاب وشراؤه أو اقتنائه، ولكن!

 هناك الكثير من الأشخاص الذين لم يقرئوا الكتاب أو ممنّ اقتنوا الكتاب وتوقفوا عن قراءته في منتصف الصفحات ووضعوه جانباً، أو حتى ممن انتهوا من قراءته، ولم يدركوا، الهدف الأسمى الذي يرغب الكاتب في إيصاله، فليس هو ممن يدعون إلى التشاؤم أو عدم النظر بإيجابية للأمور، وليس ممن يدعونك إلى اتخاذ اللامبالاة طريقاً، وعدم المحاولة والإصرار على ما تريد، بل هو على العكس من ذلك، يدعو الكاتب الأمريكي "مارك مانسون" من خلال هذا الكاتب الذي يُصنف من ضمن كتب التنمية الذاتية، إلى تحطيم المثالية والنظر للواقع بتجرد وموضوعية، وبجرعات منتظمة من السخرية التي استخدمها الكاتب، يُمكنك الانتباه إلى أنّ الطريق إلى الحياة السعيدة والثرية هو قبول الواقع، والرضا بالنقص والعيوب والمشاكل التي ستظهر في كافة مراحل حياتنا، وإدراك أنّ طريق النجاح ليس مكللاً لا بالورد ولا بالأشواك كما يقولون، وليست أيضاً بالإفراط في التخيل أنّنا وصلنا للنتيجة التي نريدها، بل أنّ النجاح في تعريف "مانسون" هو العملية ذاتها أي الكثير من الحقيقة والجهد والليالي السوداء، وتعمّد الكاتب اللجوء لوضع عناوين مخيفة أو غريبة ومنفرّة بعض الشئ، بدءاً من الفصل الأول "لا تُحاول" وانتهاءً بالأخير "وبعد ذلك تموت"، ومن وجهة نظري الشخصية، أرى أنّ الكتاب بأكمله، ليس إلا محاولة لإضفاء بعض الروح الشبابية "الفجّة" والمرِحة، ذات الكوميديا السوداء على عقول من أفرطوا في التفكير بإيجابية.

أصدقكم القول، كانت المرة الأولى التي أنتهي فيها، من إتمام قراءه كتاب في مجال التطوير الذاتي، وأنا مشبّعة بالمشاعر المختلطة الممزوجة مابين التفاؤل والعزيمة، ومن ثمّ التيسير والقناعة بأنّ لا نُحمِّل أنفسنا فوق طاقتهاـ وهكذا هي الحياة ستسير رغماً عنّا!، إنّ كنتم ممن اقتنوا هذا الكتاب، شاركوني ماهي المشاعر التي انتابتكم حينها؟!