اليوم يمكنني القول أنني انتهيت تماماً من كتابة رواية بدأتها قبل ما يزيد عن السنة تقريباً، الأمر أسوأ مما يبدو، الرواية كانت منتهية تماماً، المشكلة فيها أنها كانت عبارة عن مسودة تركتها لسنة ونصف، خلال سنة ونصف تطور أسلوبي الكتابي بشكل مرعب مما جعل الجزء الأول المنتهي من الرواية يبدو أسوأ مما كنت أتصور.
بغض النظر عن كل شيء، الوقت المقضي على كتابة الرواية "كوقت كتابة واستخراج أفكار" لم يتجاوز ال48 ساعة توزعت على فترة طويلة جداً.
في هذا الموضوع سأتحدث عن التجربة التي خضتها بالتفاصيل، علها تكون مفيدة لمن يرغب بكتابة رواية مستقبلاً.
لن أشارك الرواية التي كتبتها الآن، لازالت بحاجة لغلاف، ولازال الغلاف في مرحلة التصميم إلى الآن.
الخطوات الرئيسية لكتابة الرواية:
الأسلوب الذي اعتمدته في كتابة الرواية هو التالي:
في البداية لم أكتب شيئاً، فقط ركزت في اخراج الشخصيات، صفاتها، أشكالها، والكون الذي ستحصل فيه الأحداث، الزمان، المكان، والأشياء المتعلقة بالخط الزمني وطريقة العرض التي سأستخدمها في الرواية بشكل عام.
بعد انتهائي من ذلك بالكامل، انتقلت إلى مرحلة كتابة العناوين، في هذه المرحلة قسمت الرواية الى فصول، وكل فصل إلى عدة عناوين فرعية، وهذه العناوين كتبت تحتها الأحداث الرئيسية التي ستحصل، دون تفاصيل.
بدأت بعدها في الكتابة في كل عنوان، إلى أن انتهت المسودة الأولية للرواية، وهنا بدأ الجزء الأصعب.
بعد نهاية المسودة الأولية أرسلتها لبضعة أشخاص، أعادو الرد بالأخطاء الاملائية والأخطاء المخزية في الحبكة التي كتبتها.
توقفت عن الكتابة لفترة طويلة ثم عدت للكتابة مجدداً وإصلاح الأخطاء، الأمر سيء جداً، لا يمكنني تحمل قراءة شيء سيء كتبته أكثر من مرة دون حذفه والتخلي عن فكرة النشر.
بعد إصلاح الأخطاء أرسلت الرواية مجدداً، ليخرج المزيد من الأخطاء التي تجاهلتها، وتركت الرواية منتهية كما هي.
الجزء الثاني من الرواية:
كتبت نهايتين للرواية، بعد تفكير طويل اخترت أحداهما وحذفت الأخرى، وبدأت العمل عليها "كان هذا قبل أسابيع قليلة، يظهر في هذا الجزء تغير الأسلوب الجذري الذي طرأ وكيف تحولت طريقة الكتابة من هيا اسرع اكتب الى خذ وقتك واكتب كل شيء
الجزء الثاني من الرواية، أسوأ ما حدث معي فيه أنه يعتمد على الجزء الأول، لذا كنت مضطراً لمراجعة الكثير من الفقرات للتأكد من عدم خيانة الذاكرة، وأثناء هذه المراجعة كنت أدقق وأصحح الجزء السابق.
الجزء الثاني كانت كتابته ممتعة في الحقيقة بعد أن تعلمت من أخطائي في الجزء الأول وأصبحت أنتبه للأخطاء الإملائية أثناء الكتابة، إضافة لكل تلك التفاصيل التي تعلمتها من الملاحظات المتكررة.
أصعب أشياء واجهتها أثناء الكتابة:
- أسماء الشخصيات: الأمر أصعب مما قد يتصور المرء، ستواجه وقتاً صعباً في اختيار اسماء الشخصيات الرئيسية، وفي تذكر اسماء الشخصيات الفرعية...
ما فعلته لحل هذا هو أنني استخدمت اسماء أشخاص أعرفهم في الشخصيات الرئيسية، وفي الشخصيات الثانوية كنت أكتب وصف كل شخصية على ورقة خارجية كي لا أنسى.
- تحديد الخط الزمني بدقة: غالباً ما يبدو الخط الزمني صغيراً جداً وتحتاج في لحظة ما تغييره، وبهذا تتغير كل فقرة ذكرت فيها الزمن، وهو من أصعب الأشياء التي من الممكن أن تحصل لك أثناء الكتابة
في النهاية كتبت كل شيء خالياً من الزمن وعدت أدخلت الزمن مجدداً للقصة بعد الانتهاء
- التصحيح والتدقيق اللغوي: لولا بعض المساعدة "سواء في الجزء الأول أو الجزء الثاني" لما استطعت فعل هذا، ألتدقيق اللغوي متعب، والتدقيق الإملائي عبارة عن جحيم، لا يمكنني تخيل أحد يعمل بهذا العمل مطلقاً.
من الجيد أنني أعطيت الرواية في بدايتها لبضعة أشخاص قاموا بمساعدتي في استخراج الأخطاء وتصحيحها سواء في الحبكة او في القواعد والاملاء.
- الغلاف: قد لا يبدو مهماً للبعض، ولكنه مهم بالنسبة لي، ستنتظر الغلاف لمدة أطول من مدة كتابتك للرواية.
أشياء ضرورية عليك القيام بها:
اكتب الرواية عندما ترغب بالكتابة فقط، لا تجبر نفسك على الكتابة اطلاقاً، وحتى لو رغبت بالكتابة وانت متوتر وغاضب، اكتب، سيضيف شعورك هذا نكهة أخرى للرواية.
حاول قدر الإمكان الانتباه للاخطاء اللغوية، سيساعدك هذا حتماً.
حتى لو كنت تكتب على الحاسوب، استخدم ورقة لوضع النقاط الرئيسية، او لتسمية الشخصيات، الأوراق تعطي معنىً أكبر لما تكتبه.
في النهاية، هناك الكثير من الأشياء التي من الممكن تعلمها من هذه التجربة، ربما أشاركها لاحقاً، لكن هذه تتعلق بمن يرغب بكتابة رواية مستقبلاً... أتمنى أن تكون مفيدة
بعض الأشخاص الذين قرأوا الرواية قبل النشر
التعليقات