كثير ما نقراء في الكتب ونسمع في المحاضرات عبارات من قبيل خالف القطيع لا تمشي مع القطاع ولكن السؤال هنا ماذا لو كان القطيع على حق اليوم سنناقش هذا المسألة بشكل مفصل مع بعض الامثلة او الكثير من الامثلة.
في كثير من الاحيان يكون القطيع على الطريق الخاطئ وعند إذن مخالفته تكون واجبة ولكن هناك نقطتين ينبغي الاشارة لها الاولية انك قد تظن ان القطيع في الاتجاه الخاطئ في حين انك انت الذي تسير في الاتجاه الخاطئ والثاني ان القطيع يسير في مسار خاطئ فتخالفه انت ايضا لمسار خاطئ.
علي سبيل المثال إذا افترضنا ان النقطة أ يمكن الوصول لها من ثلاثة مسارات فقط في حين ان الناس تسلق 10 مسارات هذا يعني ان 7 مسارات منهم مسارات خاطئة هنا قد تكون تسير مع القطيع في احدي المسارات الصحيحة ولكنك تخالفه لمسار خاطئ وقد تكون مع القطيع في مسار خاطئ ثم تخالفه لمسار اخري خاطئ.
والامر الغائب عن البعض انك في كثير من الاحيان بل في معظم الاحيان عندما تخالف قطيع معين فانت تنضم لقطيع اخري اي انك في النهاية كإنسان لابد لك ان تنتمي لمجموعات.
وعلى نفس هذا المنهج ظهر لدينا مبدأ اخري يقول خالف تعرف ومن صور هذا ان ياتي شخص ما ويدعي ان كل مكان عليه السابقون في علم ما او مجال ما خاطئ واننا لابد ان نهدم هذا التراس بالكامل ونبدا من جديد على طريقته هو لانه عالم نابغة لم ولن ينجب التاريخ مثله.
والحقيقة تقول ان العلم يبني ويبني عليه مرة اخري العلم يبني ويبني عليه كل ما توصلنا من علوم وتطور وتقدم حدا الان هو مجموع ثمرة العلماء اجتهاد العلماء على مر التاريخ وحدا الان.
وتكثر هذا المظاهر بي الاخص في الفروع الدينية كان ياتي شخص وينكر السنة ويقول كل هذا روية ظنية بل قد يصل معه الامر لان يقول انه كل اخبار التاريخ اخبار ظنية ولا يوجد خبر لقيني كما انكر احدهم علم التاريخ ككل لما استعين به على اثبات السنة ووافقه في ذلك احد الملحدين الذي قال ان كل اخبار التاريخ اخبار ظنية.
فلما سؤل وماذا عن المعلقات الخمس قال لايمكن اثبات ان معلقة عنترة هي لعنترة ثم استرسل واكد بشكل قطعي ان معلقة عنترة ليست لاحد العرب من الاساس بل هي لاعجمي مر ببلاد العرب ولم يرد ان يعرف فنسبها لعنترة ثم لما سؤل عن احد العلماء لا اذكر اسمها بكيف تتاكد ان هذا النظرية منسوبة له كل هي مكتوبة بخط يده.
وهنا هو ناقض نفس مرات عدة فكيف تنفي علم التاريخ وتثبت ان هذا المعلقة كتبت في زمن معين وكيف تفترض لقينا ان هذا المعلقة لاعجمي نسبها لعنترة وانت تنكر التاريخ ككل ولماذا جعلت عنترة شخصية حقيقية وانت ليست متاكد من صحة التاريخ وكيف تعرف ان العالم فلان كتب تلك النظرية بخط يده وانت تنكر التاريخ ولكن كان هذا علي مبدأ خالف تعرف وفرح به مؤيدين بل وفتن بعض المسلمين به والله المستعان.
ومن ذلك انه احد منكري السنة ايضا لما كثرة الملاحظات عليه انه لا يفهم اللغة العربية قال ان فهم اللغة العربية لا يؤثر في فهم القران واني اتعامل مع القران علي نص عادي فهو ليس حقر على من يعرف اللغة وليس من شروط فهمه اصلا ان افهم اللغة وما قاله كلام ساقط لا يستحق الرد فالجميع يعلم انه في كثير من الاحيان تغير حركة واحدة من كلمة تتكون من نفس الحروف يغير المعنى تماما وكيف لمن لا يفهم اللغة العربية واسالبيها ان يفهم القران كامل الفهم وكيف نساوي بين من لا يفهم اللغة العربية ومن هو عالم بها.
وقد يراني امثلة على ذلك في المجالات العلمية كعلم النفس ياتي المهندس فلان او د. فلان بعلمه الذي لا يخطئ ويقول ان علم النفس بالكامل كان علم خاطئ وجميع العلماء السابقين لم ينجحو في دراسة علم النفس وهذا هو علم النفس وهذا كلام يقنع العامة ولكن الذي يعرف نبذة عن البئية العلمية سيكشف ان كلامه لا يستند لاي سند علمي.
وقد عرف عن ذلك امثلة كثيرة في الطب والهندسة وغير ذلك اتت لنتائج كارثية.
ومن صور مخالفة القطيع ان يقوم عمار علي سبيل المثال بقراء حديث نبوي صحيح فيقول مثل هذا الكلام لا يمكن ان يخرج من نبي او ان ياتي باسم بعلمه الفائق ويقول يجب علي العلماء تدقيق كتاب صحيح البخاري هنا نقول انتظر واسمع.
الملحد يقرأ القران ويقول لك مثل هذا الكلام لا يمكن ان يصدر من إله وهنا ياتي دور العلم ليقول لك ان هذا الحالة من الفهلوي لا تصح وان الهوي لا يتبع ولكن لابد من علم يفسر لنا وغاية العلم بكافة فروع ومجالاته هي تفسير الظواهر او الاجابة على الاسئلة بشكل علمي والعلم الشريعي لا يختلف حال عن العلم الدنيو بل إن في كثير من الاحيان كان منهج المسلمين في دراسة التاريخ على سبيل المثال اقوي من منهج غيرهم.
وهنا دعني اوضح لك انه بالفعل تم نقد بعض احاديث البخاري ولكن بشكل علمي اي لم ياتي العلماء بهذا الشكل الفوضوي ويقولون مثل هذا الكلام لا يمكن ان يخرج من رسول بل اتو على الاحاديث بي منهاج علمي وقامو ينقدها واقصي ما تم نقده بشكل علمي هو 100 حديث على انه في كثير من الاحيان لم يعلم علم اليقين ان العالم الذي نقد هذا الحديث على حق وفي بعض الاحيان علم علم اليقين بالعكس.
وهناك بعض الاحاديث التي صححها البخاري ولم تتماشئ مع قواعده في تصحيح الحديث وهنا تقول لماذا إذا صححها والاجابة لانه بشر يخطئ ولكن كما قلنا الاصل في الانتقاد ان يكون على منهاج علمي.
هل تعرف ماذا بعض الطلاب عندما تقول لهم ان الصفر يرمز لفراغ يقول لك انا لست مقتنع وعندما تقول لهم ان الاعداد نوعين سالب وموجب والسالب هو عدد اقل من الصفر يقول لك لا يمكن ان يكون هناك عدد اقل من الصفر لا يا حبيبي يمكن ان يكون هناك عدد اقل من الصفر ويمكنني ان اثبت لك.
لنفترض انك معك 42 قطعة نقدية وخسرة 0 قطعة نقدية كم تبقي لك تبقي 42 قطعة نقدية حسنا إذا خسرت 4 قطع نقدية كم تبقي لك تبقي 38 قطعة نقدية اه هذا النقصان بمقدار 4 قطع نقدية يمثل القيمة السالبة وهي رقم اقل من الصفر.
وكمثال اخر إذا كان شخص يملك 10 الاف نقدية وخسر 20 الاف قطعة نقدية يعني هذا ان اجمالي ثروته -10 الاف قطعة نقدية ويعني هذا انه مديون.
وفي حين يبدو هذا المثال بالنسبة لك تافه ولكنه مثال على ما يحدث عندما لا نستند لسند علمي او مرجع صحيح ودعني اقول لك ان معظم من يقول انا لست مقتنع ان هناك عدد اقل من الصفر يقولوها بكل فخر وكانه عبقري زمانه ونفس هذا الحالة تنطبق على من يقرأ حديث وينكره لمجرد انه غير مقتنع به.
فيجب على مثله ان ينتقد بشكل علمي ولا يلجئ لانكار علم التاريخ كما فعل صاحبنا او إنكار علم اللغة كما فعل صاحبنا الاخري لان هذا غير منطقي وغير علمي.
هل تعلم ماذا كثير مننا يفكر في مدا اتساع الكون ثم يقول لك لا يمكن ان نكون نحن المخلوقات الوحيدة على وجه هذا الكون وهذا بعد استبعاد الجن والملائكة إن كان مؤمن بهم واستبعاد ما نعرفه من حيونات إنه يقصد تحديدا الكائنات الفضائية.
وهنا العلم يقول لك انتظر هل يمكن لك اثبات صحة هذا الافتراض إذا فهذا ليس امر لقيني وهل يمكن لك اثبات عكسه إذا لا يمكنك ايضا الجزم بعدم صحته وهنا اعرف ان احد الملحدين قد يقول وهل يمكن اثبات وجود إله إذا فهذا ليس امر لقيني ولكن دعني اقول لك انه يمكن اثبا وجود إله باستخدام بعض القوانين العلمية والادلة والشواهد الواقعية.
إذا دعني اقول لك ان هناك من ذهبو لابعد من ذلك وقالو ان هناك حضارة اكثر مننا تقدم وتطوير هم الذين انشاؤنا وهم من يتحكمون بنا ويستمتعون بنا وسيقضون علينا عند بلوغ حد معين من التقدم ومنهم من يقول ان هذا الكون بما فيه قد يكون مجرد مشروع تخرج لكائن اخري.
وهنا هذا يجعلني نتخلي ان الطعام المطبوخ تكلم فقال بما اني طعام مطبوخ فالطباخ الذي طبخني هو ايضا مطبوخ وهذا غير واقعي فالطباخ مخلوق وليس مطبوخ وهكذا المخلوق لا يصح له ان يقول ان الخالق ايضا مخلوق بما انك اعتبرت ان الحضارة الاخرة هي من انشائة الحضارة البشرية فبالتالي هي من خلقها.
وهناك من ذهب لابعد من ذلك فقال نحن وكل ما هو موجود بالنسبة لنا مجرد حلم عند شخص اخري وما يحدث هو فقط مجرد تسلسل لاحداث في هذا الحلم وهذا غير منطقي لان كل إنسان له وعي خاص به فكيف يكون الانسان واعي وفي نفس الوقت يكون هذا الوعي جزء من حلم؟
والمقصد ان كل هولاء خالفو القطيع ولكن هل كانو علي حق؟
في واقعنا عند تمنني لتغير عادة ما او صفة ما في المجتمع نسأل السوال الثلاثي "ماذا لو لم" ماذا لو لم يكن النظام التعلمي العربي نظام متخلف او ماذا لو لم تكن النخب السياسية في الوطن العربي نخب فاشلة او فاسدة وهكذا إلي ما لا نهائي.
وحقيقة ذلك ان هذا السؤال يجعل المرء يغفل عن ثلاثة اسالية اخري وهي كالاتي: هل القطيع علي حق؟ لماذا هو هكذا؟ كيف يمكنني إصلاح ذلك (إن كان خطأ وحدا لو علي الصعيد الشخصي)
احيانا كثير من الامور التي تخالف فيها القطيع تكتشف بعد ذلك ان القطيع كان علي حق او انه كان في مسار خاطئ فتخالفه لمسار اخري خاطئ كمن في المثال السابق قال ان هذا الكون هو مشروع تخرج لكائن اخري ثم خالفه اخري وقال ان هذا الكون بكامله هو حلم لدي كائن اخري وكلاهم غير منطقي بالمرة.
ثم في اغلب الاحيان مخالفتك لقطيع تعني انضمامك لقطيع اخري.
وما اريد إيصاله لك لا يكن همك مخالفة القطيع او ان تتبع فلان لمجرد انه يخالف القطيع ولمن تحقق ما إن كان هذا الراي صحيح ولا باس من اتباع القطيع إن كان القطيع على صواب.
التعليقات