نقابل في حياتنا اليومية نماذج مشابهة أشخاص كسرهم خذلان الشريك أو صمت صديق وقت الحاجة أو خيانة ممن كانوا موضع ثقة وفي كل مرة تكون خيانة القريب أعمق لأنها تأتي من مكان كان يُفترض أن يكون ملاذًا آمنًا

في اللص والكلاب لا تُصوَر الخيانة كحدث عابر بل كمفترق طرق يعيد تشكيل كل ما نظنه ثابتًا فـسعيد مهران لم ينكسر فقط لأنه خرج من السجن ليجد العالم تغير بل لأن أقرب الناس إليه انقلبوا عليه زوجته نبوية خانته مع عليش سدرة صديقه السابق وتلميذه الذي كان السبب في سجنه والمفكر رؤوف علوان الذي اعتبره قدوة تخلى عنه في اللحظة التي كان في أمس الحاجة له

في الرواية يقول سعيد "زوجتي... صديقي... لم يبق شيء سرقوا حياتي كلها" ثم في لحظة يأس أخرى "كان لي أب... فأنكره كان لي صديق... فخان

كان لي حلم... فذبحوه"

هذا الانكسار لم يكن مجرد جرح عاطفي بل هزة في منظومة القيم التي بُني عليها وعيه فخيانة الأقرب جعلته يرى العالم بعيون مرتابة فاختلطت لديه الرغبة في الانتقام بالشعور باللاجدوى وتحولت خطواته إلى ارتجال لا عقل فيه كأن قلبه يصرخ بينما لسانه عاجز عن التعبير

شاركونا رأيكم هل خيانة القريب تُنسى أم تظل جرحًا مفتوحًا مهما طال الزمن؟